استعرض الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية السيد كريم طابو أمس بالجزائر العاصمة خلاصة نقاشات الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب المنعقدة يومي 4 و5 جويلية الجاري المنصبة حول التطورات الأخيرة التي شهدتها الحياة السياسية والأمنية إلى جانب برنامج نشاطات الحزب لهذه الصائفة. وفي ندوة صحفية عقدها بالمناسبة دعا السيد طابو باسم حزبه بإجراء "تقييم جدي وشامل ومستقل عن الحالة الأمنية وتداعياتها الاجتماعية والسياسية" . وعلى الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي لاحظ الحزب على ضوء نقاشات مجلسه الوطني بأن العلاقات الموجودة بين الهيئات والمجتمع "محفوفة" بطابع "النزاعات" . وفي هذا السياق أكد الأمين الوطني الأول للحزب وهو يستعرض ما وصل إليه هذا الأخير من قناعات أن "الوضع الاقتصادي للبلاد جعلها رهينة التبعية الغذائية" . وعلى الساحة الخارجية أعربت جبهة القوى الاشتراكية عن أملها في أن يكون مشروع اتحاد حوض المتوسط "متشبعا" بالأبعاد السياسية والأخلاقية، مشيرا إلى أن العلاقات بين بلدان ضفتي المتوسط "جد كثيفة واستراتيجية على الأصعدة التاريخية والثقافية والبشرية والاقتصادية" . وقال السيد طابو في هذا الإطار دائما انه ليس في وسع الجزائريين سوى ترقب إرادة شركاء هذا الاتحاد قصد "تجسيد وبعث مبدإ حقوق الإنسان" مرحبا بفكرة تكثيف العلاقات الاقتصادية ورسم برامج تنموية مشتركة بين بلدان هذه المنطقة. وعن برنامج نشاط جبهة القوى الاشتراكية لهذه الصائفة أعلن السيد طابو عن انعقاد الجامعة الصيفية للحزب خلال شهر اوت القادم، مبرزا بانها ستتم في دورتين نظرا للأعداد الهائلة من المشاركين والتي لا يمكن لدورة واحدة استيعابها مرة واحدة. كما تحدث أيضا عن مدرسة التكوين التي ينوي الحزب إطلاقها و التي تعتبر -حسبه- "نقطة انطلاق ديناميكية سياسية"، حيث أشار إلى أن جبهة القوى الاشتراكية قد تلقت لحد الآن أكثر من 75 انخراط من طرف خبراء وأساتذة جامعيين فيما تم تسجيل872 طالبا جامعيا . وقال الامين الوطني أنه من المقرر انشاء العديد من الملحقات لهذه المدرسة عبر عدد من ولايات الوطن معلنا في نفس الوقت عن تشكيل مكتبة سياسية لحزب جبهة القوى الاشتراكية. وبخصوص "البديل السياسي" الذي تتبناه ثلاث شخصيات سياسية وطنية، ذكر السيد طابو أن هذا المشروع بصدد الدراسة والإعداد قبل تجميع الظروف المناسبة للإعلان عنه ربما تزامنا -كما تمت الإشارة إليه خلال هذا اللقاء- واحتفال الحزب بالذكرى الخمسين للإعلان عن ميلاد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والذي يصادف 19 سبتمبر 2008 . وكان اللقاء فرصة تحدث فيها السيد طابو عن العديد من القضايا ذات الاهتمام الدولي خاصة ما تعلق منها بالتغيرات المناخية وأزمة الغذاء والاقتصاد الدولي والبعد الإنساني للهجرة. يذكر ان الدور العادية للمجلس الوطني للحزب قد خصصت يومي 4 و5 جويلية الجاري لدراسة محورين يخص الأول "الوضع السياسي" للبلاد فيما تناول الثاني "الوضع الداخلي للحزب" . كما تمخض عن الدورة تشكيل الهيئات المنتخبة للحزب بما فيها المجلس الوطني للوساطة الذي يعد القوة القانونية للحزب والذي يتكون من 15 عضوا.