أعلن السكرتير الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية كريم طابو أن حزبه رفض تزويد مصالح وزارة الداخلية بعناوين عمل أعضاء مجلسه الوطني المنبثقين عن المؤتمر الرابع للحزب الذي عقد بزرالدة مطلع شهر سبتمبر من السنة الماضية، معتبرا الإجراء '' غير قانوني '' ، وليس من حقه كمسؤول على حزب فعل ذلك، وكشف من جانب آخر أن 11 منتخبا من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بولاية الشلف قدموا استقالتهم لحزبهم السابق. ويريدون حاليا الالتحاق بالأفافاس وحزبه - كما ذكر- بصدد دراسة ملفاتهم لضمهم إلى صفوفه. وقال طابو في ندوة صحفية عقدها بمقر الأفافاس بالعاصمة، أمس، عقب انعقاد أشغال المجلس الوطني لحزبه يومي 4 و5 جويلية الفارطين، إن الحزب تلقى مؤخرا مراسلة من وزارة الداخلية تطلب منهم تزويدها باسم ولقب وتاريخ ومكان الازدياد والعنوان الشخصي، وموقع عمل كل عضو من اعضاء المجلس الوطني للافافاس، وهو الشيء الذي رفضه المسؤول الحزبي ذاته، وقال إن الأفافاس وجه مراسلة لوزارة الداخلية شرح فيها مختلف المواد القانونية التي تقر كيفية التعامل مع مصالحها وفقا لما ينص عليه القانون، مدرجا ملاحظة في ختام المراسلة مفادها '' ننتظر منكم توضيح السند القانوني الذي اعتمدتم فيه في مراسلتكم''. على صعيد آخر عقد الأفافاس دورة عادية لمجلسة الوطني، وتركزت أشغال هذه الدورة حسب طابو على بحث '' التطورات الأخيرة التي شهدتها الحياة السياسية والأمنية من جهة، وعاينت عن كثب برنامج نشاطات الحزب لهذه الصائفة''. وتضمنت خلاصة النقاشات التي توصل إليها أعضاء المجلس -حسب طابو- في أن حزبه '' يعرب عن انشغاله الحثيث حول تضاعف العمليات الإجرامية في الأشهر القليلة الماضية وتفاقم العنف''. من جانب آخر اعتبر الأفافاس '' أن عودة السيد أويحيى إلى رئاسة الحكومة هو بمثابة رسالة خالية من كل غموض للمواطنات والمواطنين وكذلك رسالة للفاعلين الاجتماعيين، وهي رسالة للأوساط المالية وشبكات رجال الأعمال الخارجيين '' ، وذكر بشأنه أنه '' معروف بقبضته الحديدية''. أما بالنسبة لموقف الحزب من مشروع الاتحاد من أجل المتوسط فيتمنى الأفافاس '' أن يكون المشروع متشبعا بالأبعاد السياسية والأخلاقية، وأن العلاقات بين الحافتين المتوسطية جد كثيفة واستراتيجية على الأصعدة التاريخية، الثقافية، البشرية والاقتصادية''. ويرى الأفافاس أنه '' ليس في إرادة الجزائريين والجزائريات سوى ترقب إرادة شركاء هذا الاتحاد قصد تجسيد وبعث مبدأ حقوق الإنسان، ورفع إجراءات حظر التجول بين البلدان، كما أنهم يأملون أن يكون هذا الاتحاد دافعا لتجاوز التوترات الجهوية ودعما فعالا لتحقيق النقلة الديمقراطية لبلادهم '' ، مشيرا إلى أن أولويات الاتحاد من أجل المتوسط بمنظور الأفافاس هي '' سياسية '' ، وقال '' إن تكثيف العلاقات الاقتصادية ورسم برامج تنموية مشتركة مرحب به''. أما بالنسبة لما أسفرعنه المجلس الوطني الأخير للحزب على الصعيد الهيكلي والتنظيمي - فذكر طابو- إنه تم إنشاء مجلس وطني للوساطة كهيكل من هياكل الحزب، والذي اعتبره المتحدث بمثابة أداة فعالة لتقوية السلطة القضائية في الحزب، إضافة - حسبه - إلى استحداث لجنة المراقبة المالية للحزب، التي وظيفتها - يقول طابو- إعداد التقارير المالية السنوية للحزب وإرسالها إلى وزارة الداخلية، مع التوقيع على ميثاق للأخلاقيات على مستوى الحزب، مشيرا إلى أن الجامعة الصيفية لحزبه ستجرى مع نهاية شهر أوت القادم. وأكد من جانب آخر أن المبادرة السياسية التي أطلقها كل من زعيم الحزب حسين آيت أحمد، ومولود حمروش وعبد الحميد مهري منذ ما يقارب سنة لازالت سارية المفعول، وهناك لقاءات واتصالات تجرى من حين إلى آخر بين الشخصيات الثلاثة، كما أن هناك عزما من طرفها - حسب طابو- على تفعيل المبادرة بعد بحث أساليب تجسيدها ميدانيا مع مطلع الدخول الاجتماعي القادم '' لإحداث بديل سياسي حقيقي طالما انتظره الجزائريون منذ مدة''.