إذا كانت سنوات العطاء الطويلة لكبار السن قد افقدت الكثيرمنهم الحيوية والنشاط بل وأصابت بعضهم بالامراض المزمنة التي يشتد معها الضعف قال تعالى: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق من يشاء وهو العليم القدير] »آية 54 سورة الروم«، فإن الاسلام بتعاليمه الحكيمة وتشريعاته الرشيدة منح المسنين حقوقا تكفل احترامهم وتوقيرهم مقابل ما قدموه من عطاء طوال حياتهم وأوجب تخفيف التكاليف الشرعية عنهم في حالة عدم مقدرتهم على الوفاء بها لحمايتهم والعناية بهم مراعاة لكبر سنهم، فعن احترام المسنين وتوقيرهم: قال رسول صلى الله عليه وسلم : »ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا« رواه الترمذي »يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير« رواه البخاري وعن فضل المسنين: قال رسول صلى الله عليه وسلم : »ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال: خياركم اطولكم اعمارا وأحسنكم اخلاقا« رواه احمد وعن مراعاة الظروف الصحية للمسنين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والشيخ الكبير وذا الحاجة« رواه احمد كم من مسنين يعانون من الاصابة بالحساسية النفسية وتزداد لديهم حدة التأثر الانفعالي وذلك كثيرا ما يؤدي الى تدهور حالتهم الصحية نتيجة لسوء معاملتهم سواء كانت من جانب المقربين اليهم او المحيطين بهم او المتعاملين معهم. ما أحوج الكثيرين الى التمسك بتعاليم ديننا الحنيف حتى يحسنوا معاملة المسنين ما اجمل الاهتمام بالمسنين حين استخدامهم للمواصلات العامة باتاحة الفرصة لهم للجلوس بالمقاعد الامامية ومساعدتهم في الركوب والنزول منها وعند تعاملهم مع الجهات الخدمية لقضاء مصالحهم يجب تيسير الاجراءات الخاصة بهم مع ضرورة توفير اماكن مريحة ومقاعد مناسبة لجلوسهم وسرعة انجاز مصالحهم للحد من معاناتهم من فترة الانتظار الطويلة وعند ذهابهم للعيادات الطبية الخاصة يجب اعطاء أولوية الكشف لأصحاب الحالات الحرجة منهم وذلك مراعاة لظروفهم الصحية، لعل الابناء الذين يتأنفون من رعايتهم لآبائهم المسنين يدركون انهم سيمرون لا محالة بتلك المرحلة العمرية ليتهم يمتنعون عن تذكير ابائهم بأنهم اصحاب فضل عليهم لان في ذلك اساءة لمشاعرهم واحاسيسهم وليتذكر الشاب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : »ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قبض الله له من يكرمه عند سنه« رواه الترمذي