انقلبت الادارة الامريكية فجأة واخفت الجزرة التي عرضتها على إيران باليد اليسرى وأخرجت العصا التي تمسكها بيدها اليمنى للتأكيد أنها لن تتراجع عن موقفها المبدئي الرافض لكل فكرة تمكن ايران من مواصلة تخصيب اليورانيوم.ونقلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عرابة السياسة الخارجية الامريكية امس فكرة الوعيد هذه مانحة طهران مهلة اسبوعين للرد على المقترحات الدولية القاضية بوقف عمليات التخصيب والا عرضت نفسها لاجراءات عقابية صارمة. وقالت رايس في تصريح ادلت به لصحافيين امريكيين رافقوها في جولتها الشرق اوسطية انه اذا لم تتخذ ايران موقفا جادا خلال اسبوعين فاننا سنعمل في مجلس الامن من اجل فرض عقوبات اضافية عليها . وجاء التحذير الامريكي يومين فقط بعد لقاء حاسم جمع السبت الاخير رئيس الوفد الايراني المفاوض سعيد جليلي ومسؤول السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا بمدينة جنيف السويسرية في جلسة خصصت لمعرفة الرد الايراني على سلة التحفيزات الغربية الممنوحة لايران مقابل تخليها عن برنامجها بتخصيب اليورانيوم. وقالت رايس ان اجتماع جنيف اعطى ردا صارما للسلطات الايرانية على انه لا يمكن التقدم خطوة والتراجع خطوتين ويتعين عليها تقديم رد في اقرب الاجال. ولكن وزيرة الخارجية الامريكية التي استعملت لغة المهادنة والتصعيد في تصريحاتها، اكدت من جهة اخرى تعليقا على نتائج جلسة مدينة جنيف ان الخيار الدبلوماسي ربح مزيدا من القوة " . وقالت ان الاجتماع سيوضح خيارات ايران وننتظر ما اذا يمكن ان تفعله خلال اسبوعين" . وكانت وزيرة الخارجية الامريكية تشير في ذلك إلى قرار سولانا وجليلي على عقد لقاء اخر بعد اسبوعين لمواصلة المباحثات دون ان يتم تحديد مكان انعقاده ولا تاريخه. وقالت رايس ان الولاياتالمتحدة في موقع قوة يمكنها من انتهاج اساليب تعامل اخرى في حال رفضت ايران وقف عملية تخصيب اليورانيوم". يذكر ان الموقف الامريكي الممزوج بكثير من لغة الوعيد اكدت عليه رايس في طريقها الى الامارات العربية المتحدة في اطار جولة الى المنطقة لبحث الاوضاع في الشرق الاوسط وايضا تداعيات الملف النووي الايراني. وليس من الصدفة ان تتلاقى تصريحات رايس مع تهديدات اخرى للوزير الاول الاسرائيلي ايهود اولمرت ونظيره البريطاني غوردن بروان اللذان استغلا التطورات الاخيرة لتوجيه تهديدات جديدة باتجاه طهران محذرين اياها من مغبة مواصلة برنامجها النووي. وقال الوزير الاول الاسرائيلي امام نواب الكينيست ان ادارة الاحتلال لا يمكنها ان تتحمل امتلاك ايران لاسلحة نووية . وفي نفس سياق لغة التهديد والوعيد قال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في الكينست الاسرائيلي ان ايران توجد الان امام خيارين وهما إما وقف برنامجها أو تعرضها لعزلة دولية وستجد نفسها حينها في مواجهة رد دولي شامل. وقال ان بلاده ستكون رأس حربة مع الولاياتالمتحدة لضرب إيران.