افتتحت الطبعة ال 14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة بعرض للرقص المعاصر "الكرسي" بعد سنتين من توقف النشاط الفني وذلك بحضور جمهور محتشم في ظل الاحترام الصارم لتدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد. وقد تقرر إعادة إطلاق المهرجان الذي احتضنه المسرح الوطني محي الدين بشطرزي بلوحة رقص استعراضية (كوريغرافيا) دامت حوالي 30 دقيقة تحت قيادة رياض بروال أداها عشرة راقصين ومجموعة من راقصات الباليه. وقد نشط العرض عشرة ازواج متعطشين للنجاح إذ ادوا لوحات عكست مختلف ظروف الحياة وحالاتها. وقد شكل الكرسي محور الاستعراض حيث كان حاضرا في كل المشاهد المقدمة كرمز للفكر الجامد ورافقته المجموعة الراقصة بأداء استعملت فيه كل أعضاء الجسد مقدمة بذلك رقصة إيقاعية تخللتها عروض فردية عكست الكفاءة والموهبة. وكان مصير الكرسي في العرض أن عاد إلى وظيفته الاولى إذ أصبح متواجدا في حافلة أو في قاعة عروض لخدمة الجمهور. وقد اشتغل محمد الشريف لهوبي مصمم العرض مع رياض بروال على سلسلة لمقاطع شهيرة مأخوذة عن أكبر المؤلفين الموسيقيين الكلاسيكيين في العالم مثل جون سيباستيان باخ وجورج بيزيت علاوة على مقطع خاص مما أضفى على العرض لمسة جمالية عالية. وقال رياض بروال أن عرض الكرسي يعكس "حياتنا بأفراحها وأقراحها"، معربا عن فرحه بالعودة التدريجية للنشاط الثقافي. وقبل ذلك كان المدير العام للمسرح الوطني، محمد يحياوي قد ألقى كلمة افتتاحيه قبل أن تعطي وزيرة الثقافة والفنون شارة الانطلاق الرسمي للمهرجان الوطني المحترف في طبعته ال 14 وذلك بعد أن أعلنت عن تكريس يوم 8 يناير "يوما وطنيا للمسرح" وهو تاريخ رمزي بامتياز بحيث يخلد ذكرى "تأميم المسرح الوطني الجزائري في 1963". وبعد تكريم الفنان الراحل محمد بوحموم الذي ادى دور "شراك" في مسلسل الجمعي فاميلي إضافة إلى ليديا لعريني وحميد عاشوري وتقني الأضواء بالمسرح الوطني، مختار موفق، تم ذلك تكريم الفائزين بمسابقة "أحسن راوي" وأحسن "مشهد مسرحي". وبعدما سُحْبت في وقت سابق من منافسة المهرجان عادت مسرحية "شكون يخدع شكون" لمخرجها أحمد العقون التي أنتجها المسرح الجهوي بسكيكدة لتنافس مرة أخرى عروض هذا المهرجان. وتتواصل فعاليات الطبعة 14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف إلى غاية 21 مارس الجاري بعشرة عروض تتنافس فيما بينها بالمسرح الوطني علاوة على 9 عروض خارج المنافسة وذلك على مستوى المسرح البلدي بالجزائر وسط وقاعة حاج عمار بنفس مؤسسة استقبال هذا الحدث الثقافي المهم. كما تمت برجمة العديد من الندوات وعروض وبيع بالإهداء للكتب خلال الطبعة 14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. ندوات علمية وفكرية مهمة حول المسرح تؤثث المهرجان سطرت محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف برنامجا ثريا ومنوعا، يتضمن عروضا مسرحية داخل وخارج المنافسة، وبرنامج أدبي، إلى جانب محتوى علمي فكري يحتضنه نادي "امحمد بن قطاف" ويؤطره ثلة من المختصين في الفن الرابع على مدار ثلاثة أيام. برمجت المحافظة ندوة أولى في ال13 مارس المقبل، تحت عنوان "مساهمة التعاونيات المسرحية في الحركة المسرحية الجزائرية"، ويشرف على تقديم الندوة كل من خالد بلحاج رئيس تعاونية البليري(قسنطينة)، وعمر فطموش رئيس تعاونية السنجاب (برج منايل- بومرداس)، إضافة إلى عزري غوتي رئيس تعاونية أول ماي (وهران)، وجيلالي بوجمعة رئيس تعاونية الموجة (مستغانم)، إلى جانب المخرجة والممثلة المسرحية تونس آيت علي. ويتضمن البرنامج ندوة ثانية مخصصة ل"المتوجين" تحت عنوان "لقاء مع المخرجين الفائزين في المهرجان الوطني للمسرح المحترف"، ويقدم اللقاء بالنقاش والتحليل كل من مخرجين وممثلين مسرحيين أمثال شوقي بوزيد، عزالدين عبار، أحمد خودي، فوزي بن ابراهيم، أحمد رزاق وميسوم لعروسي. وتتطرق الندوة الثالثة إلى "دور المهرجان في ترقية الفعل المسرحي الجزائري"، بمشاركة إبراهيم نوال وسعيد بن زرقة ونواري ومحمد بوكراس. أسماء وازنة في لجنة التحكيم عودتنا، محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، في كل طبعة، على الاحترافية والمهنية والتنويع ومنح الفرصة للجميع سواء الشباب أو الكبار من أجل تقديم الأفضل للجمهور الجزائري ولبناء مسرح يجمع مختلف الحساسيات والأفكار، غير أنّ الهدف واحد وهو خدمة المسرح في الجزائر. وفي النسخة الرابعة عشر التي تنطلق الخميس المقبل، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، ارتأت المحافظة الاعتماد في تحكيم العروض التسعة المتنافسة على جوائز هذه الدورة على ثلة من الأسماء التي لها بصمة خاصة في الفن الرابع. اختارت المحافظة خمسة أعضاء يتقدمهم بوخليفة لحبيب، ناقد وكاتب ومخرج مسرحي، درّس الفنون الدرامية، بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان، ومعروف عن بوخليفة جرأته في الطرح والنقد وتناول القضايا المسرحية والشأن الثقافي بصورة عامة. وتضم اللجنة بوزيان بن عاشور، روائي وكاتب مسرحي من مدينة وهران، مدينة المسرح، ولبوزيان عدّة مؤلفات في الرواية والمسرح نذكر منها "صيّاد الملح"، "باب العسة"، "الشكوى"، "شوف يا أحمد"، "سنعود يما يوما"، "خروب بلادي"، "حقرة" وغيرها. وفي القائمة فوزي بن إبراهيم مخرج وممثل شاب من مدينة باتنة، خريج معهد برج الكيفان بشهادة دراسات عليا في الإخراج المسرحي، يعدّ استثناء في عالم المسرح بالجزائر، حيث تمكن بفضل موهبته التي صقلها بين جدران مسرح باتنة الجهوي و باحتكاكه مع وجوه معروفة في المسرح الجزائري من البروز والتألق في ظرف قصير، اشتغل في عدّة أعمال في الفكاهة والتلفزيون والمسرح من بينها "آخر المساجين"، "مستنقع الذئاب"، "جرعة حقيقة"،.. وغيرها. وتتشكل لجنة التحكيم أيضا من وحيد عاشور، ممثل مسرحي ومؤطر، حيث أشرف على عديد الورشات التدريبية في مجال التمثيل، كما أطرّ دفعات من الطلبة، وكان قد درس المسرح بكل من تونس وألمانيا، ويملك في رصيده نحو 30 عملا مسرحيا من بينها "سيمفونية قسنطينة"، "البعد السابع"، "أنا وعيالي والشيطان"، إلى جانب تقديمه أعمالا موجهة لمسرح الطفل ومنها "نسيم4′′، فضلا عن تأديته بعض الأدوار في مسلسلات تلفزيونية. وتضم اللجنة وجها أنثويا يتمثل في الممثلة نبيلة إبراهيم، التي قدمت نفسها في حوار سابق مع جريدة الشعب قالت فيه"نبيلة إبراهيم من بجاية متخرجة من المعهد العالي للفنون الدرامية، درست 4 سنوات تمثيل مسرحي، ثم أردت التخصص في الإخراج المسرحي فدرست سنتين، وقد ساهمت في أعمال مسرحية في المسرح الوطني مثل مسرحية "بيت برنادا البا" إخراج أحمد خودي، مسرحية "البدلة البيضاء" لعبد الكريم بريبر، "تخريف ثنائي" لأحمد خودي..".