الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لم يستطع رد "الكفوف" على وجهه صار اليوم يحاضر في تاريخ الجزائر ولم يجد من يحكي لهم هذا التاريخ سوى حثالة الخونة والعملاء، وإن كانت الطيور على أشكالها تقع فالحثالة على بعضها تجتمع، لهذا اجتمع خائب الرجا مع خائن الدار، و اكتشف فتى الإيليزي فجأة أنه قبل دخول أجداده الغزاة واحتلالهم للجزائر لم نكن أمة، و الاكتشاف طبعا جاء في خضم انحسار شعبية زوج العجوز التي نزلت تحت الصفر، ولأن التاريخ ليس أحاجي "الخياب" بل هو علم دقيق، فلا يمكن تغيير ما حدث في الماضي أو التعديل فيه، فإنه من الواجب ان نذكر الرئيس الذي حطم الرقم القياسي في تلقي الصفعات في الوجه، أن هذه الأمة التي لم تكن موجودة في نظره، كانت تطعم أجداده من قمحها بعدما أوصلتهم المجاعة إلى أكل جرذان المجاري، وهذه الأمة التي كانت في نظره غير موجودة هي التي آمنت أجداده من خوف، بعدما كان أسياد هذه البلاد حسب ما تسرد كتب التاريخ و حتى الأرشيف الفرنسي يحمون بواخر الفرنسيين ويدفع أجداد زوجة العجوز ثمن الحماية صاغرين، وقبل هذا بقرون قطع أسياد شمال افريقيا من العرب والبربر المتوسط وفتحوا أوروبا و جعلوا من الأندلس منارة الحضارة في العالم، حينها كان الفرنسيون يسعون منذ عشرات السنين لاختراع العطور القوية حتى تخفي روائح أجسادهم النتنة بسبب عدم الاستحمام، أما كلامه عن الأتراك واتهامه لهم، فعلينا ان نذكر الرئيس المتذاكي أنه قبل الاحتلال الفرنسي لم يكن هناك شيء اسمه تركيا بل كانت هناك الدولة العثمانية، ويكفي الأتراك فخرا أنهم حين يرون أحد ما ثقيل الفهم يعايرونه بالفرنسي، وعموما رئيس خاب حتى في اختيار شريكة حياته، صعب عليه ان يخوض في التاريخ و هو الذي لا ذوق له حتى في جغرافية النساء.