يحتفل سكان مدينة ميلة كغيرهم بليلة نصف رمضان، أو كما يسميها السكان “النفقة”، بطقوس توارثتها العائلات أبا عن جد، حيث تعتبر ليلة اليوم ال15 من رمضان مناسبة لتلاقي العائلات. ولا تخلو من تحضير أشهى الأطباق التقليدية، وعلى رأسها عروس مائدة رمضان “الجاري” التي يشتهر بها سكان الشرق الجزائري في هذا الصدد سألت “الفجر”السيدة زبيدة، امرأة في العقد السادس من عمرها، عن ليلة نصف رمضان فقالت: “تسمى هذه الليلة ب”ليلة النصفية”، واعتاد سكان المنطقة الاحتفال بها فهي ليلة مميزة جدا، فضلا عن كونها تجمع أفراد العائلة بعد الإفطار”. وتضيف المتحدثة أن هذه العادة بدأت تؤول إلى الاندثار لأسباب اجتماعية، فلم يعد يحتفل بها كما كانت في الماضي. وفي هذا اليوم تعد النسوة أطباق مختلفة أهمها “الشوربة” وطبق “الشخشوخة”، أو”النعمة” كما تسمى في بعض المناطق، و”الكسكسي”، إضافة إلى أطباق أخرى ك”التريدة” الطبق التقليدي المعروف، بالإضافة إلى أنواع الحلويات التي تقدم في السهرة بعد صلاة التراويح مثل “صبع لعروسة”،”الهريسة” “البقلاوة”، “المحنشة” و”المقرود” فضلا عن “الزلابية” التي لا تستغني عنها العائلات في صينية الشاي في شهر رمضان.. وأضافت السيدة زبيدة أن ليلة النصفية تعد مناسبة لإعداد أجمل مائدة رمضان باعتبارها تجمع أفراد العائلات و مناسبة أيضا لتوجيه الدعوات. كما تجتمع النسوة، تقول السيدة زبيدة، حول “الأحجيات”، وتتمثل في عبارات تراثية موزونة المعنى ومتناغمة وأشعار شعبية، إذ تضع إحدى السيدات الكبيرات في السن إناء من طين فيه خاتم من ذهب وتقوم الفتيات كل واحدة بدورها لتسحب الخاتم وتطلب منها العجوز أن تتمنى شيئا، لتقرأ لها العجوز الأحجية التراثية. من جانب أخر، يستغل المتسولون عشية ليلة النصف من رمضان من أجل زيادة مداخيلهم، أين يزيد نشاط هذه الفئة أمام المساجد والأسواق وحتى طرق أبواب المنازل لعلمهم أنهم لن يعودوا خائبين في أغلب الأحيان..