عرفت ولاية غليزان تحسنا ملموسا في وضعية التزود بالماء الشروب خلال الثلاث سنوات الأخيرة وذلك بفضل انجاز العديد من مشاريع تعبئة الموارد المائية وعمليات التحويل من السدود وتوسيع شبكة التوزيع. و ذكر رئيس مصلحة بمديرية الري السيد ابن عودة سعيد بكوش أن هذه المشاريع التي شملت مختلف مناطق الولاية سمحت بالوصول الى نسبة تغطية بالماء الشروب بالمناطق الحضرية تقارب ال 98 من المائة وحوالي 50 من المائة بالمناطق الريفية. و أضاف أن متوسط نصيب الفرد بهذه الولاية التي يبلغ عدد سكانها 723 ألف نسمة أصبح يقدر ب167 لترا في اليوم الواحد بالمناطق الحضرية مقابل 135 لترا قبل 2009 و140 لترا في اليوم الواحد بالمناطق الريفية مقابل 104 لترا في اليوم في 2009. و يعتبر تحويل الماء من سد "قرقار" بوادي ارهيو لفائدة 12 بلدية تقع بالجهة الجنوبية من الولاية الذي شرع في استغلاله في 2010 من أهم المشاريع التي ساهمت في الفترة الأخيرة في تحسين وضعية الامداد بالماء الشروب يضيف ذات المصدر. و مكن هذا الانجاز الذي كلف خزينة الدولة 6 ملايير دج من تحويل 35 ألف متر مربع من الماء يوميا لسكان هذه المنطقة البالغ عددهم أزيد من 120 ألف نسمة ليرتفع نصيب الفرد بها من 34 لترا من المياه في اليوم إلى أكثر من 150 لترا. و قد تضمن المشروع الذي شرع في إنجازه في 2006 محطة للمعالجة وأخرى لضخ المياه بطاقة 400 لتر في الثانية وعشرة خزانات بسعة إجمالية قدرها 10600 متر مكعب و كذا شبكة قنوات الإيصال بطول 120 كلم وغيرها من تجهيزات نظام تحويل المياه. و من بين البلديات التي استفادت من هذا المشروع الهام "زمورة" و"وادي سلام" و"بني درقن" و"وادي الجمعة" ومنداس ولحلاف والحاسي و"أولاد يعيش "و"سيدي لزرق" فضلا عن التجمعات السكانية الثانوية "كناندة" و"العمامرة" وغيرها. و من جهتهم استفاد سكان بلديات منطقة "الظهرة" بشمال شرق الولاية قبل نهاية السنة الماضية 2011 من عملية تحويل الماء الشروب انطلاقا من سد "كراميس" الواقع بولاية مستغانم المجاورة على بعد حوالي 40 كلم وذلك بحجم 8 ألاف متر مكعب يوميا. و تم في مرحلة أولى تزويد سكان بلديات سيدي "أمحمد بن علي" ومديونة وبني زنطيس البالغ عددهم نحو 65 ألف نسمة على أن تشمل العملية لاحقا سكان بلديتي مازونة والقطار وفق مديرية الري. و من جهتها حظيت منطقة عاصمة الولاية التي يتم امدادها انطلاقا من سد "سيدي امحمد بن عودة" الواقع على بعد 20 كلم جنوبا بمشروع محطة معالجة ثانية بطاقة 200 ل/ثانية سيتم استلامها السنة المقبلة ليتضاعف بذلك حجم إنتاج المياه المقدر حاليا ب 18 ألف متر مكعب يوميا والذي "لم يعد كافيا" لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان مدينة غليزان البالغ عددهم أزيد من 123 ألف نسمة. و كانت المدينةالجديدة "ابن عدة بن عودة" الواقعة بالضاحية الجنوبية لعاصمة الولاية قد تدعمت شهر جويلية الماضي باستغلال محطة معالجة جديدة بطاقة 40 لترا في الثانية لتزويد 30 ألف نسمة بمعدل 172 لترا في اليوم لكل مواطن علما وأن سكان هذه المدينة كانوا يزودون في السابق انطلاقا من محطة مدينة غليزان. أما بالنسبة للمناطق الريفية فقد تم إنجاز شبكات التزويد وقنوات الجر لفائدة سكان أكثر من 100 دوار على مسافة إجمالية تقارب 300 كلم وكذا حشد الموارد المائية من خلال حفر آبار عميقة ولا تزال عمليات أخرى في طور الانجاز لفائدة مناطق الأرياف. و للإشارة فقد تم مؤخرا الانتهاء من انجاز 13 بئرا عميقا بقوة تدفق بين 10 ل/ثا و20 ل/ثا سيتم استغلالها قريبا بعد تجهيزها مما سيسمح بتحسين أكثر لوضعية التموين بالماء الشروب حسب ما أشير إليه. كما استفادت الولاية من مشروع لتزويد 16 بلدية بحجم 150 ألف متر مكعب في اليوم انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر"المقطع" المتواجدة بتراب ولاية وهران سيساهم بعد تشغيله في رفع نصيب الفرد إلى 340 لترا في اليوم حسب مديرية الري. و أشار ذات المصدر أن المشروع يشمل كل البلديات الواقعة على محور الطريق الوطني رقم 4 على امتداد حوالي 80 كلم وذلك انطلاقا من بلدية يلل الواقعة بغرب الولاية الى بلدية مرجة سيدي عابد بأقصى الشرق مرورا بجديوية والحمادنة ووادي ارهيو وغيرها إلى جانب بلدية مازونة شمال شرق الولاية. يذكر أنه يتم تزويد ولاية غليزان بالماء الشروب من سدي "سيدي امحمد بن عودة " الذي تبلغ طاقته النظرية 153 مليون متر مكعب و"قرقار" بطاقة 358 مليون متر مكعب و التحويلات من سد "كراميس" بولاية مستغانم إضافة إلى المياه الجوفية من خلال أكثر من مائتي نقب.