شن مسؤولون إسرائيليون مجددا هجوما على رئيس دولة فلسطين محمود عباس بعد توجهه إلى الأممالمتحدة لرفع تمثيل فلسطين إلى صفة دولة مراقب غير عضو، وهدد أحدهم باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل الذي يزور قطاع غزة لأول مرة منذ عقود.فقد اعتبر موشيه يعالون نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الإستراتيجية أنه لا يوجد فرق بين عباس ومشعل الذي شدد على عدم الاعتراف بإسرائيل، وقال إن الفرق الوحيد هو أن عباس هو الرئيس ويغلف أيدولوجيته بكلمات جميلة.وأضاف يعالون أن عباس يرفض هو الآخر الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، وأنه غير مستعد للإعلان عن نهاية الصراع إذا انسحبت إسرائيل إلى حدود العام 1967.وكان مشعل قد ألقى خطابا يتسم بالتحدي أمام الآلاف في قطاع غزة يوم السبت خلال زيارة بدأها يوم الجمعة على مدى أربعة أيام، وتعهد فيه باستعادة كل شبر من أرض فلسطين التاريخية، وعدم الاعتراف بإسرائيل.من جانبه، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني، واستنكر عدم تنديده بخطاب مشعل في غزة، مشيرا إلى أن 'تعهد حماس بتدمير إسرائيل يبرر الإحجام عن التخلي عن مزيد من الأراضي الفلسطينية'.وقال نتنياهو في اجتماعه الأسبوعي بحكومته أمس الأحد 'على مدى اليوم الماضي اكتشفنا الوجه الحقيقي لأعدائنا، فليست لديهم أي نية للتسوية معنا.. إنهم يريدون تدمير بلادنا'.وأكد أن اسرائيل لن تنسحب من جانب واحد من الضفة الغربية كما فعلت في غزة عام 2005، مشيرا إلى أن ذلك 'يهدد بخلق منطقة جديدة يمكن أن يستخدمها الفلسطينيون لإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية'. وبدوره أعرب النائب الإسرائيلي المعارض شاؤول موفاز عن أسفه لأن إسرائيل لم تقتل خالد مشعل خلال زيارته إلى قطاع غزة، وقال 'كان يجب انتهاز الفرصة لتصفية رأس الأفعى.. مشعل يستحق الموت'، ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس إلى مغادرة القطاع بأسرع وقت ممكن.ولفت إسرائيل كاتز -وهو وزير ينتمي إلى حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو- النظر إلى أن تل أبيب قد تعود إلى استهداف مشعل إذا لم تلتزم حماس بالهدنة التي عقدتها مع إسرائيل يوم 21 نوفمبر الماضي بوساطة مصرية.وأشار كاتز في تصريحات إذاعية أمس إلى أن 'مشعل يود أن يموت شهيدا، وهناك احتمال كبير أن تتحقق هذه الأمنية الأخيرة ويصبح هدفا مشروعا إذا انتهك الهدنة'.يذكر أن إسرائيل حاولت اغتيال مشعل في العاصمة الأردنية عمّان عام 1997 عندما حقنه عميلان للموساد بالسم، لكن تم إنقاذ حياته حينذاك بضغط من الملك الأردني الراحل حسين بن طلال.أما رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت فقد انتقد سياسة نتنياهو الخاصة بالمستوطنات، واعتبرها خطيرة للغاية وقد تؤدي إلى عزلة إسرائيل بشكل غير مسبوق، وحذر من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة بسبب هذه السياسة.