يعاني سكان القرى النائية و المعزولة ببلدية الناصرية شرق بومرداس من عدم استفادتهم من المشاريع التنموية في ظل الغياب التام لمختلف الهياكل و المرافق العمومية الضرورية التي من شأنها تخفيف وطأة المعاناة التي أضحت ملمحا يطبع يومياتهم البائسة. حيث تغيب مراكز العلاج الصحية عن سكان مشاتي وقرى الناصرية الذين أكد بعضهم لنا أنهم يضطرون دوما لتكبد معاناة التنقل إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة وسط بلدية الناصرية هذا لتلقي العلاج و إن كان الأمر يتعلق بالاستفادة من العلاجات القاعدية متحملين أعباء مصاريف إضافية أثقلت كاهل الأسر ذات الدخل الضعيف لا سيما وأن هذه المناطق تفتقر لتوفر وسائل النقل العمومي. حيث يضطر هؤلاء المواطنون البسطاء تحمل تكاليف سيارات الاجرة الباهظة أو بقطع عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام في سبيل تلقي العلاج هذه الوضعية الجد صعبة التي يعاني منها سكان هذه المداشر دفعت بهم في الكثير من المرات إلى الاستغناء عن متابعة العلاج أو حتى زيارة الطبيب إذ يعتمد أغلبهم على التداوي بالطرق التقليدية، هذا إلى جانب نقص الأطباء الأخصائيين على مستوى العيادة التي تفتقر لفريق متكامل يسهر على خدمة ما يزيد عن 10 ألاف نسمة خاصة في مجال طب النساء و التوليد إذ تزال الكثير من الحوامل تعاني مخاطر الوضع التقليدي بسبب العزلة الضاربة لتلك القرى. وضعية الشباب لا تقل سوءا عما سبق قي ظل انعدام الهياكل الترفيهية والثقافية على غرار الملاعب و دور الشباب ما جعلهم يعيشون وسط حلقة مفرغة و عرضة للانحراف. وفي السياق ذاته أكد سكان هذه المداشر أن المشاريع التنموية المخصصة للأشغال العمومية تعاني نقصا فادحا فشبكة الطرقات المؤدية إلى بعض المناطق المجاورة توجد في حالة جد مزرية بسبب الاهتراء والتآكل فضلا عن الغياب التام للمشاريع الخاصة بالتهيئة الحضرية. إلى جانب غياب المياه الصالحة للشرب إذ يعتمد أغلب السكان على جلب هذه المادة الحيوية من الآبار و العيون العمومية البعيدة عن مقر سكناهم. كما تبقى المساعدات التي قدمتها الدولة في إطار برنامج السكن الريفي جد ضئيلة مقارنة بالعدد الذي تحتاجه البلدية لا سيما و أن المنطقة ذات طابع ريفي، حيث أعرب العديد من سكان مشاتي بلدية الناصرية عن رغبتهم الشديدة بالتشبث بمناطقهم خاصة و أن نشاطهم مقترن بالزراعة و تربية المواشي إلا أن الدعم بقي غير كاف. لذالك يأمل أن تتدخل السلطات المعنية من اجل فك العزلة عن هذه القرى التي لا تزال تعاني مشاكل عدة في ظل عدم برمجة فيها المشاريع التنموية التي من شانها القضاء على المعاناة اليومية التي عكرت صفوها.