اعتبر الباحث الجامعي الأستاذ بومدين بوزيد بالجزائر العاصمة ان تطور أي أمة يتم باستعمال لغة الأم مع اعتماد اللغات الأجنبية من اجل المعرفة والتحصيل العلمي. وأوضح الدكتور بوزيد بومدين في محاضرة ألقاها بمناسبة الاحتفال باليوم العربي للغة الضاد المصادف لاول مارس من كل سنة نظمها المجلس الأعلى للغة العربية ان"تعميم استعمال اللغة العربية واعتمادها لم تعد حاجة قومية حضارية فحسب بل تمتد إلى المجال الأمني والتنمية الاقتصادية خاصة مع التطورات التكنولوجية الحاصلة في العالم ". وأكد المحاضر وهو أستاذ بجامعة الجزائر ومتخصص في تدريس الفلسفة الإسلامية انه "ذا لم نستطيع تطوير اللغة العربية وتعميمها وترسيمها بشكل إداري ورسمي وتصبح كأداة للتواصل فان هذا سيعرض المجتمع أولا إلى التمزق واللااستقرار" لأننا كما أضاف "لا نستطيع القيام بتوصيل المعرفة بشتى أنواعها العلمية إلى الجماهير الواسعة من المجتمع" . وقال " أن المعرفة عندما تعمم بلغة الأم معنى ذلك الوعي بالصحة وبالبيئة والوعي بالوطنية" مؤكدا ضرورة استعمال اللغة العربية في وسائط الاتصال الجديدة. واستخلص المحاضر وهو أيضا باحثا في اللسانيات "بان اللغة العربية قوة عسكرية ناعمة بالمعنى الجديد و قوة ثقافية تحمي المجتمع وتحمي الدولة" مضيفا بان "الأمن اللغوي" يعتبر مدخل من مداخل الأمن للمجتمعات والدول". و بخصوص مستوى تطور اللغة العربية حاليا اعتبر الباحث "بأنه لا زال متأخرا" كون وسائل الإعلام أعطتنا كما قال "لغة هجينة خليطة وليست لغة سليمة وكون تجربة التعريب وسائل التربية والتعليم في تدريس اللغة العربية تتضمن نقائص كثيرة ينبغي مراجعتها". وذكر أيضا بأن "العربية في أزمة وتواجه تحديات حقيقية تتعلق بتعلمها واكتسابها واستخدامها و ممارسة الإبداع والنقد بواسطتها" كما تعاني العربية ايضا حسبه من مشاكل تتعلق بمعالجتها آليا في تقنيات المعلومة الحديثة وانخفاض عدد المواقع المكتوبة بالعربية على شبكة الانترنيت". و حسب المتدخل تقدر عدد المواقع العربية قرابة خمسة ملايين و نصف المليون مقابل قرابة 27 مليون موقع فرنسي. و تاسف لكون المدونات الإلكترونية للشباب تستخدم العربية العامية أو كتابة الحروف العربية باللاتينية ونفس الشيء في الرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة". و للاشارة فان اللقاء نظم تحت عنوان "الأمن اللغوي والاستقرار الاجتماعي" و حضرها وزير الاتصال السيد محمد السعيد وشخصيات سياسية وثقافية وعلمية.