في نشرة أخبار أول أمس في قناة الجزيرة وحول ملف اختطاف الجنود المصريين قالت مقدمة الأخبار أن القناة تعتذر عن تقديم شريط الفيديو الذي يظهر الجنود المخطوفين إحتراما لمشاعر المشاهدين وذوي الجنود المصريين المختطفين ولأخلاقيات المهنة، وفي ذات النشرة وعلى لسان ذات المذيعة وعلى ذات القناة، تغيرت أخلاقيات المهنة ومشاعر الناس حين تعلق الملف بالقضية السورية، فالمناظر البشعة والأشلاء والدماء السورية صارت عادية بالنسبة للجزيرة ولا تثير مشاعر الناس، وعرض تلك الصور البشعة هو من صميم المهنة وأخلاقياتها، يحدث كل هذا في قناة واحدة وفي نشرة واحدة ومن مقدمة أخبار واحدة، والأمر ليس استغباء للمشاهد فقط بل استغباء القناة لنفسها ، والظاهر أن الملف السوري الذي لم يحسم بعد وتراجع شعبية القناة المثيرة للجدل، أخلط أوراقها كلها لدرجة أنها تتناقض في نشرة واحدة ولا تعرف حتى كيف توازن بين خبرين وتعطيهما حقهما بدرجة واحدة ، والمصداقية الإعلامية اليوم بالنسبة لقناة الجزيرة التي تقع في قطر صارت في خطر ، بعدما صار معالجة الأخبار بهذه الطريقة الوقحة، وان كانت القناة تعتقد أنها تخدم نظام الرئيس مرسي بهذه المحاولة بعدما سقطت شعبية الإخوان في مصر وفي تونس فإن الواقع يقول أنها بهذه الطريقة تظهر للمشاهد وكأنها تحولت إلى قناة النيل في عهد مبارك ، وربما حتى قناة النيل الحكومية لم تتصرف بهذا الشكل ، ولو أرادت فعلا القناة النجاح والاستمرار فعليها الوقوف إلى جانب الشعوب العربية وليس الأنظمة الإخوانية الجديدة، ولا لوم للقناة ان وقفت مع هذه الأنظمة في بداية الثورة، ولكن مع ما يحدث اليوم ما عليها سوى الانحياز للشعوب لأن الشعوب هي التي تتابع القناة وليس الأنظمة.