نددت رئيسة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، أمينتو حيدار، في مداخلتها يوم الاثنين أمام ندوة "نزاعات منسية" التي نظمتها الرابطة الدولية للنساء من أجل السلام والحرية، باستمرار المغرب في التنكيل بالنساء الصحراويات داعية للتضامن مع كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال. وشرحت المدافعة الصحراوية للحضور طبيعة الثقافة والعادات الصحراوية العريقة التي لا تقبل بإهانة الانسان، خصوصا النساء والمستضعفين، معتبرة أن الغزو المغربي جلب معه كل أشكال الانتهاكات والجرائم ضد الانسانية منذ 1975. "في ما يخص مكانة المرأة الصحراوية اجتماعيا فقد كان لها دائما صوتها ورأيها المحترم في كل المجالات بما في ذلك فيما يتعلق بأخذ القرارات المتعلقة بالحرب والسلم. وقد كانت هذه الثقافة وهذه العادات الضامن الحقيقي للحضور الذي للمرأة في مجتمعنا الصحراوي حاليا"، تقول المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان. أكثر من ذلك، تضيف المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان، "هذا الارث الثقافي تم تعميقه وتطويره من طرف حركة التحرير الصحراوية، جبهة البوليساريو، منذ تأسيسها سنة 1973، وهي التي عملت على فتح آفاق جديدة للمرأة الصحراوية لتصبح عنصرا محركا لنضالات الشعب الصحراوي من أجل الحرية، وهو ما ممكنها من تبوأ كل مناصب المسؤولية السياسية والاجتماعية، معززة بذلك دورها في المجتمع ومراكمة شروط ترقيتها وتنمية قدراتها".
غير أن المناضلة الصحراوية عبرت أيضا عن أسفها مشيرة أن ما "يجب التشديد عليه أيضا، هو أن هذه المكانة وهذا المسار للمرأة الصحراوية، قد تمت عرقلته وتشويهه بشكل جدي وخطير من طرف الاحتلال المغربي في المناطق المحتلة". وشرحت هذه الحقيقة للحضور مضيفة أن "الدولة المغربية، ومنذ الوهلة الأولى للاحتلال، قد أطلقت حملة قمع عمياء ورهيبة بشكل لا يوصف ضد الشعب الصحراوي. هذه الحملة لم يسلم منها أحد بما في ذلك النساء والاطفال والشيوخ. وقد كان ذلك أول يوم يشهد فيه الصحراويون باستنكار كبير للانتهاكات الأولى ولحوادث العنف الأولى ضد المرأة الصحراوية في تاريخ هذا الشعب". "مئات النساء الصحراويات من كل الأعمار التي يمكن تخيلها، تعرضوا ولأول مرة في تاريخ الشعب الصحراوي للاختطاف من مختلف المدن، وتعرضوا لمختلف أشكال التعذيب، والضرب المبرح، والاغتصاب والمضايقات، وحتى الموت تحت التعذيب الخ.." تقول أمينتو حيدار. واعتبرت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان أن نضال الشعب الصحراوي والمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان لا يجب أن يكون نضالا مقتصرا على الصحراويين فقط، بل هو مسؤولية كل المجتمع الدولي، ولهذا دعت كافة المنظمات للعمل معا من أجل فضح محاولات المغرب اخفاء الحقيقة، والضغط من أجل اقناع المنتظم الدولي بضرورة مراقبة وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وفي هذا الاطار نددت المدافعة الصحراوية برفض المغرب اقتراح الولاياتالمتحدة في مشروع قرار لمجلس الأمن في شهر ابريل الماضي بما يضمن توسيع صلاحيات المينورسو، "هذا دليل على أن المغرب هو الذي يريد اخفاء حقيقة الانتهاكات في الصحراء الغربية". وقد شاركت الى جانب امينتو حيدار مناضلات افريقيات هن اليان نايكا، عضو مجلس الشيوخ في مدغشقر، والموزمبيقية نيارادزايي غومبونزفاندا، السكرتيرة العام الجمعية الدولية للمرأة المسيحية الشابة، بالاضافة إلى السيدة بريجيت باليبو، من افريقيا الوسطى ممثلة عن المكتب التنفيذي لمنظمة الصداقة بين النساء الافريقيات. وحضر الورشة ممثلون عن منظمات دولية مشاركة في أشغال الدورة ال23 لمجلس حقوق الإنسان، وممثلون عن بعثات بعض الدول الاعضاء في المجلس.
كما حضر الورشة وفد من النشطاء الصحراويين من مخيمات اللاجئين الصحراويين، والمناطق المحتلة والمهجر، حيث حضرت خديجتو المخطار، ممثلة عن اتحاد المرأة الصحراوية، ولهدية محمد دافة، رئيسة جمعية صحراء- ميديكال، ومصطفى المشظوفي، عن عائلات المعتقلين مجموعة اكديم ايزيك، وماءالعينين لكحل، ممثل الفيدرالية الدولية للشباب الديمقراطي، بالاضافة الى أميمة عبد السلام، ومتو المصطفى، عن منظمة الطلبة من أجل الاممالمتحدة وتمثيلية جبهة البوليساريو بسويسرا.