في مهزلة من مهازل الانقلابيين في مصر شهدت عدة مدن مصرية و منها العاصمة القاهرة مشادات عنيفة بين المتظاهرين المؤيدين لشرعية الرئيس المعتقل محمد مرسي و بين قوات الجيش المصري مدعومة بقوات الآمن المركزي أسفرت عن سقوط خمسين قتيلا على الأقل بالإضافة إلى مئات الجرحى و المعتقلين و تأتي احتفالات هاته السنة لتضيف مهازل أخرى للانقلابيين الذين يريدون أن يعبثوا بأمن بلدهم و مستقبله ذلك أن الاحتفالات الصاخبة التي كان ميدان التحرير مسرحا لها تحت أهازيج و هتافات و تصفيقات المعجبين و المعجبات بأداء نانسي عجرم و رقص فيفي عبده لم تثني الحكام الجدد من التصرف بحكمة و عقلانية تجاه المناوئين لهم حيث كان الطبل و المزمار يفعل فعلته بين المؤيدين و على بعد أمتار كانت المسدسات و الرشاشات توجه بدقة نحو صدور الشباب المصري العارية و لم يكن هذا هو المشهد فقط بل أن "السيسي" و جماعته لم يكلفوا أنفسهم عناء توقيف الحفل احتراما لدماء المصريين بل واصلوا الاحتفالات و توزيع الكؤوس في مشهد يندى له الجبين ولم تكن هاته هي الخطيئة الأولى ل "سيسي" و الذي بدلا من أن يكون سندا و عونا لرئيسه المنتخب شعبيا و شرعيا انقلب عليه بمسرحية عنوانها التوكيل و الأمر بمكافحة الإرهاب أما الخطيئة الثانية فهي استعمال هذا التوكيل و الأمر لقتل آلاف المصريين تحت ذريعة لا يصدقها عاقل و هي ذريعة مكافحة الإرهاب و القضاء على تنظيم القاعدة لتضاف إلى هاته المهازل مهزلة 6 أكتوبر و التي أراد من خلالها الجنرال المصري احتواء هاته المناسبة الوطنية و إعادة اغتصابها كما اغتصب الشرعية الشعبية و النتيجة أن مصر تحولت بعد ساعات إلى دولة حرب يقتل فيها المصري أخاه المصري فقد أفادت الأنباء الواردة من هناك بان عناصر مسلحة قد هاجمت مجموعة عسكرية قرب مدينة الاسماعلية و أسفر الهجوم عن مقتل خمسة جنود مصرين أما في القاهرة فقد هاجم مسلحون مقرا استراتيجيا يحتوي على صحن فضائي يضمن الاتصالات التلفزيونية المباشرة حيث تم تدميره بشكل النهائي و في العاصمة دائما أقدم انتحاري على تفجير سيارة مفخخة بمقر امني أسفر عن مقتل ثلاثة موظفين و جرح عدد آخر و قد استمرت المواجهات المسلحة بين قبائل سيناء و الجيش المصري في عدة نقاط و تأتي هاته الأحداث الدرامية لتؤكد أن الانقلاب يسير بمصر نحو الهاوية و هو الأمر الذي جعل العديد من المحللين و المفكرين يتنبئون بدخول مصر في حرب أهلية خلال الأيام القليلة القادمة ما لم تنصاع السلطات الجديدة إلى مطالب الشعب الذي مل من المظاهرات السلمية و التي سوف تتحول مع مرور الأيام إلى أعمال عنف تقلب الأوضاع رأسا على عقب في الدولة الشقيقة مصر