شرع المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس في جولة جديدة إلى المنطقة في محاولة لبعث المفاوضات بين المغرب و جبهة البوليساريو حيث سيلتقي خلالها بمسؤولين عن المغرب و جبهة البوليساريو و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. في هذا الصدد صرح ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة احمد بوخاري أن المبعوث الاممي سيغتنم هذه الجولة ليزور كلا من الجزائر و موريتانيا بصفتهما بلدين ملاحظين لمسار السلام في الصحراء الغربية. و أوضح مصدر دبلوماسي صحراوي بالجزائر أن السيد روس سيزور أيضا أوروبا خلال الأيام المقبلة من اجل تنسيق برنامج التعاون بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية طبقا للوائح مجلس الأمن الدولي داعيا إلى إجراء "مفاوضات "جدية و مسؤولة" من اجل حل "عادل و نهائي" للنزاع على أساس ممارسة الصحراويين لحقهم في تقرير المصير. و تأتي جولة السيد روس في سياق يتميز بدعوات الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع وهما جبهة البوليساريو و المغرب خلال الأشهر المقبلة من اجل التوصل إلى حل يتماشى مع اللوائح الأممية ذات الصلة. وكان الامين العام قد أكد أيضا أن مبعوثه الشخصي (السيد روس) سيكثف جهوده في هذا الصدد. للتذكير أن السيد روس الذي سبق أن سحب المغرب ثقته منه في سنة 2012 متهما إياه "بالتحيز" قد استأنف جهوده الدبلوماسية في فبراير حيث قام في نهاية سبتمبر بزيارة إلى المنطقة لكن دون تحقيق نجاح يذكر. و تعود آخر مفاوضات بين المغرب و جبهة البوليساريو إلى شهر مارس 2012 بمانهاست (الولاياتالمتحدة). و قد حاول السيد روس أثناء ذلك إجراء مفاوضات جديدة في بلد أوروبي بين طرفي النزاع إلا أن تلك الجولة الثانية من المفاوضات لم تتم حتى الآن. للإشارة أن الصحراء الغربية مسجلة منذ سنة 1966 على قائمة الأقاليم غير المستقلة وبالتالي المعنية بتطبيق اللائحة رقم 1514 الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنص على منح الاستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة و هي تعد آخر مستعمرة في إفريقيا والمحتلة من المغرب منذ سنة 1975 بدعم من فرنسا. و على الرغم من التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين جبهة البوليساريو وسلطات الاحتلال المغربي حسب رزنامة تقضي بإجراء استفتاء لتقرير المصير في السنة الموالية إلا أن الأممالمتحدة لا زالت تحاول تطبيق بنود الاتفاق و وضع حد للعراقيل المغربية لإجراء استفتاء تاركة الشعب الصحراوي يعاني يوميا من شتى الانتهاكات و التجاوزات في مجال حقوق الإنسان و الحريات.