ستكون أنظار عشاق الساحرة المستديرة شاخصة غدا نحو ملعب "أليانز أرينا"، الذي سيكون مسرحا لموقعة نارية تجمع نادي بايرن ميونيخ بضيفه ريال مدريد في ذهاب دور الثمانية من أبطال أوروبا. وشاء القدر أن يواجه المدير الفني لبايرن ميونخ، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، "الاستاذ"، تلميذه الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. وعمل زيدان في الجهاز الفني للريال عندما كان أنشيلوتي يقود سفينة النادي الملكي، وتمكن الثنائي من قيادة "الميرنغي" للتتويج بلقب دوري الأبطال في العام 2014، قبل أن يرحل أنشيلوتي عن الريال ويتولى رافاييل بينيتز المهمة، إلا أن الأخير لم يحقق النتائج المرجوة، ليقرر رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز، وضع الثقة في النجم الفرنسي زيدان، لقيادة نادي العاصمة الإسبانية. ويتطلع الريال إلى التقدم خطوة جديدة نحو تحقيق إنجاز غير مسبوق، حيث أنه في حالة التتويج سيكون أول فريق يحافظ على لقب دوري الأبطال منذ انطلاقه بالمسمى الحالي، لكنه يواجه عقبة صعبة تتمثل في البايرن. ويخوض الريال، الذي تعادل مع أتلتيكو في دربي مدريد 1/1، السبت الماضي، المواجهة رقم 23 له أمام البايرن. وربما يكتسب الفريق الملكي ثقة هائلة من ذكريات زيارته الأخيرة لملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ في البطولة الأوروبية، حيث تغلب تحت قيادة أنشيلوتي على البايرن تحت قيادة جوسيب غوارديولا 4/صفر في إياب الدور قبل النهائي العام 2014، قبل أن يواصل مشواره حينذاك نحو اعتلاء منصة التتويج. لكن البايرن حقق بعدها رقما قياسيا بتحقيق 16 انتصارا متتاليا على ملعبه في البطولة الأوروبية، كان آخرها أمام أرسنال الإنكليزي 5/1 في دور ال 16 من النسخة الحالية. ويمر العملاق البافاري حاليا بأفضل فتراته تحت قيادة أنشيلوتي، فعلى الرغم من أن أداء البايرن لم يكن ثابتا منذ بداية الموسم، تحديدا قبل فترة التوقف الشتوية، وهو ما لم تعتد عليه جماهير الفريق البافاري خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن النتائج جعلت الجميع ينتظر أن يتحقق وعد المدرب الإيطالي، بأن الفريق سيقدم أفضل صورة مع اقتراب المواجهات الحاسمة في دوري الأبطال، وهو الأمر الذي يبدو أنه بدأ يتحقق. ويتطلع أنشيلوتي إلى التتويج باللقب للمرة الثالثة مع فرق مختلفة، حيث سبق له قيادة ميلان والريال للقب الأوروبي، وربما يعلق آماله على الدفعة المعنوية الهائلة التي اكتسبها البايرن بفوزه على غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند 4/1 السبت في البوندسليغا. وسيحاول الداهية الإيطالية الذي يمتلك تركيبة بشرية مهمة وتعج بنجوم، قادرا على منح الأفضلية للفريق البافاري، يتقدمهم لاعب الوسط الإسباني تياغو ألكانتارا، الفلك الذي يدور حوله الفريق ويتحكم في كثير من إيقاعه، والجناح الهولندي الطائر آربين روبن، وماكينة أهداف بولندية لا تتوان عن هز شباك المنافسين، روبرت ليفاندوفسكي، الذي سيحاول تأكيد تفوقه على تلميذه زيدان.