بعد يومين من المعارك مع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، نجح الثوار، امس في صد الهجوم الذي شنته تلك القوات بغية استعادة السيطرة على مدينة الزاوية، وأجبرت قوات القذافي على الانسحاب إلى أطراف المدينة وتطويقها بعد قطع الإنترنت عنها. وفيما ترددت أنباء عن تجمع القوات المنسحبة في قرية جدايم، أعلن الثوار سيطرتهم على بلدة رأس لانوف النفطية ومواصلتهم الزحف باتجاه بلدة بن جواد القريبة. كما أفادت مصادر للثوار بتمرد عدد من الضباط في كتيبة موالية للقذافي في مدينة سرت. وصحت مدينة الزاوية على اشتباكات عنيفة بين كتائب تابعة للقذافي حاولت اقتحام صفوف الثوار واستعادة السيطرة على المدينة. وبحسب مصادر الثوار فإنهم تمكنوا من صد الهجوم ودحر قوات القذافي. أما في ميناء رأس لانوف النفطي فقد تمكن الثوار من السيطرة على المنطقة بعد معارك أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. أما شرقاً عند بنغازي، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا التفجيرات التي وقعت في مستودع للأسلحة إلى سبعة وعشرين قتيلاً، فيما لا يزال الغموض يحيط بأسباب التفجير. وتأتي التطورات العسكرية بينما المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لإسقاط العقيد معمر القذافي والإعداد لانتقال سياسي، يحضر لعقد أول اجتماع رسمي له. ميدانياً، بقي وسط الزاوية مغلق تماماً أمام وصول الصحفيين، لكن سكاناً قالوا إن دبابات الحكومة تفتح النيران على مبان سكنية وسيارات، وإن الكثير من المدنيين قتلوا غير أنهم لم يتمكنوا من ذكر عدد للقتلى. وقال طبيب في البلدة طلب عدم نشر اسمه لرويترز "قتل ثلاثة محتجين على الأقل والكثير من المدنيين. قصفت قوات القذافي سيارات مدنية تحاول الفرار. ما زالت السيارات تحاول إجلاء الضحايا". وتابع في حديث هاتفي "الدمار كبير في البلدة. أنظر حولي وكل ما أراه الدمار. المباني التي جرى قصفها والسيارات المحترقة في كل مكان. لا يمكنني حتى أن أحصيها". وذكر ساكن أن ثماني جثث نقلت إلى المسجد للصلاة عليها قبل دفنها. وشقت قوات الحكومة الليبية أمس الجمعة طريقها إلى الزاوية حيث تقاتل المعارضة المسلحة جنود القذافي منذ أكثر من أسبوع. وبحلول مساء أمس كانت قوات الحكومة استعادت السيطرة على معظم البلدة، لكن واجهت مقاومة من المعارضة المسلحة في وسط البلدة. وقال سكان إن 30 مدنياً على الأقل قتلوا في الاشتباكات. وقال المحتجون إنهم تمكنوا في وقت مبكر من صباح امس من صد قوات القذافي وإنهم استولوا على دبابتين تابعتين للجيش.