صرح الوزير البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط و شمال إفريقيا اليستر بورت بمناسبة عقد الدورة ال5 للجنة الثنائية الجزائرية-البريطانية بالجزائر أن بريطانيا تأمل في تعزيز علاقاتها مع الجزائر من اجل دعم احسن لمسار تعاون ثنائي سجل "تقدما معتبرا". و أكد الوزير البريطاني قائلا "ان الزيارة إلى الجزائر في إطار لجنة التعاون الجزائرية-البريطانية ستمكن من مناقشة عدد كبير من المسائل المتعلقة بالتجارة و الدفاع و مكافحة الإرهاب من اجل تعزيز العلاقات التي ما زالت تبنى". و أعرب بورت عن ارتياحه لتطوير العلاقات بين البلدين مشيرا إلى أنها عرفت "تحولات" خلال السنة الماضية "حيث تميزت بأحداث ثرية". و ارجع التقدم "المعتبر" للتعاون مع الجزائر إلى كون "الحكومة الجديدة عبرت منذ توليها المهام سنة 2010 عن أملها في تطوير التجارة و الاستثمارات مع الأسواق النامية بما في ذلك منطقة شمال إفريقيا". و في هذا السياق قال بورت أن "الوزير الأول دافيد كمرون و وزير الشؤون الخارجية يوليام هايغ قد أكدا بوضوح في خطابات سابقة أن شمال إفريقيا سيحظى باهتمام اكثر من طرف بريطانيا". و أكد قائلا "بالفعل أن هذه المنطقة لم تستفيد في الماضي من الاهتمام الذي تستحقه بالنظر إلى طاقتها و لكن الوقت قد حان بالنسبة لنا لكي نستثمر اكثر فاكثر". و أوضح أن الزيارة التي يستعد القيام بها اليوم الثلاثاء إلى الجزائر ستمكن من استعراض وضعية التعاون مع الجزائر و خاصة "إعطائها دفعا جديدا بحجم أهمية قدرات التعاون الموجودة بين الطرفين". و أوضح بورت أن "المبادلات الاقتصادية مع الجزائر يطغى عليها قطاع الطاقة و لكن هناك إرادة في تنويع الاستثمار في الجزائر من خلال استغلال الفرص الموجودة في قطاعات نشاط أخرى مثل الصحة و التربية و المالية و الأشغال العمومية التي يريد البريطانيون اليوم التواجد فيها اكثر فاكثر". و تشير إحصائيات بريطانية إلى أن صادرات بريطانيا العظمى نحو الجزائر تضاعفت خلال الخمس سنوات الماضية حيث سجلت ارتفاعا بنسبة 22 بالمئة سنة 2009 مقارنة بالسنة السابقة. و أوضح الوزير البريطاني أن بريطانيا موجودة مند القديم في الجزائر في مجال البترول و الغاز من خلال اكبر شركات القطاع. و اليوم هناك شركات أخرى هامة مثل "أش أس بي سي" و "جي أس كا" و "يونيلافر" تعمل في قطاعات أخرى. و أوضح الوزير البريطاني قائلا "لقد وقعنا سنة 2010 على عقد هام في قطاع الدفاع و وضعنا خريطة طريق متعلقة بالتعاون في مجال تنمية الطاقات المتجددة الذي سيعطي بعدا اخرا للتعاون الثنائي على المدى البعيد" مبرزا إرادة بلده في العمل مع الجزائر "على المدى البعيد". و أضاف أن "العلاقة بين البلدين تمتد إلى ابعد من العلاقات التجارية و تدرج مجالات التربية و الثقافة و المبادلات في مجال البحث و التكنولوجيا و تبادل الطلبة و الجامعيين الذين يكتسون أهمية بالغة. إننا نحاول أن نعرف كيفية تحقيق مبادرات في الجزائر حتى يكون هناك تحويل للتكنولوجيا سيما في مجالات الطاقات الجديدة و الفلاحة و الصناعة الغذائية". و أكد بورت قائلا "أنا على يقين انه باستطاعتنا تحقيق الكثير و التعاون بصفة وثيقة في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل الطاقة و المبادلات التجارية و مكافحة الإرهاب". و في مجال مكافحة الإرهاب أعرب بورت عن "ارتياح" بريطانيا "لنوعية" و "مستوى" التعاون مع الجزائر. و أخيرا قال بورت أن "بريطانيا و الجزائر لهما نفس وجهات النظر حول مسالة الإرهاب التي تعتبر تهديدا للجميع" معربا عن إرادة بلده في تعزيز التعاون مع الجزائر في هذا المجال. و كان الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل قد أكد في 11 نوفمبر الماضي بالجزائر في ختام اجتماع عمل مع بورت التطابق "التام" في وجهات النظر بين الجزائر و المملكة المتحدة في مكافحة ظاهرة الإرهاب. و استعرض المسؤولان خلالها مختلف جوانب التعاون الثنائي بين البلدين لاسيما في مجالات الطاقة و خارج المحروقات و الثقافة و التعليم و المساعدة التقنية. و بلغت التبادلات التجارية بين الجزائر و بريطانيا حسب إحصائيات الجمارك الجزائرية ملياري (2) دولار سنة 2009 منها 181ر1 مليار دولار من الصادرات الجزائرية و 720 مليون دولار من الواردات. و صنفت بريطانيا سنة 2009 عاشر(10) زبون للجزائر و رابع عشر (14) ممون لها. و كانت بعثة تجارية بريطانية هامة بقيادة "ميدل إيست أسوسيايشن" قد جاءت إلى الجزائر في شهر جانفي الماضي. و سيأتي وفد بريطاني آخر إلى الجزائر من 16 إلى 19 افريل الجاري.