قالت رئيسة مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجزائرية طاووس فيروخي، إن "التعديل المتوازن" الذي أدخلته بصفتها مندوبة للجزائر، وباسم الدول العربية، على البند الثاني من مشروع القرار المصري، ينطبق على دولة إسرائيل التي ترفض الامتثال لقرار ومطالب المجتمع الدولي بشأن إخضاع مراكزها النووية لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاء في البند الثاني من مشروع القرار المصري "ويطلب المؤتمر العام من جميع الدول في المنطقة أن تنظم إلى معاهدة عدم الانتشار"، وقد نال هذا البند تأييد أغلبية 92 صوتاً، وهو ما اعتبرته "نصرًا كبيرًا للمجموعة العربية" على حد ما جاء في حوار خصت به وكالة الأنباءالايطالية. وعن سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها المنظمة مع بعض الدول، وفي مقدمتها إسرائيل، قالت فروخي "أود أن أشير بصفتي كمندوبة لدولة عربية، ولا أتحدث بصفتي كرئيسة لمجلس المحافظين، الدول العربية جميعها تدرك تماماً أنه ينبغي أن تقوم الوكالة الذرية بأعمال الرقابة والتفتيش والتحقق من طبيعة جميع الأنشطة والمرافق النووية الموجودة في جميع الدول في الشرق الأوسط بدون استثناء، بما فيها إسرائيل، وذلك في إطار تطبيق نظام الضمانات" الشاملة. ووجهت السفيرة فروخي رسالة إلى المجتمع الدولي وكل من يهمه الأمر، مفادها أن "العرب هم مع الحق والأمن والسلام الحقيقي، وليسوا شعوباً تميل إلى العنف أو التطرف أو الإرهاب، وهم يعانون من تداعيات استمرار القضية الفلسطينية منذ أكثر من ستين عاماً، مع الاخذ في الاعتبار أن جميع الدول العربية تقوم بواجبها في دعم أنشطة الوكالة الذرية والامم المتحدة، وهي تطمح اليوم قبل الغد في إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل". وشدّدت فروخي، التي تشغل منصب سفيرة الجزائر ورئيس البعثة الدائمة لبلادها لدى فيينا على أهمية أن "تتم تسوية كافة المسائل العالقة بين الدول الثلاث والوكالة الذرية في إطار الحوار والتفاهم والعمل الدبلوماسي، وبما يخدم المصالح المشتركة، ويضمن تسهيل قيام الوكالة بالمهام والصلاحيات الموكولة إليها، وفي طليعتها الرقابة والتفتيش والتحقق من عدم وجود أي أنشطة نووية محظورة"، على حد وصفها. وحول أبرز القضايا الساخنة التي ستظل مدرجة في جدول اعمال مجلس المحافظين خلال العام المقبل قالت فروخي "طبعاً، ملف البرنامج النووي الإيراني سيظل يتصدر جدول أعمال المجلس، على الرغم من تحقيق تقدّم كبير منذ العام 2003، ولم يبق سوى مسألة وحيدة، وهناك من يعتبرها مسألة المسائل وهي مسألة الدراسات العسكرية". وأعربت عن الأمل بأن يتم تسوية هذه المسألة عن طريق الحوار بعيدًا عن لغة التهديد والوعيد، وتعاون طهران الكامل مع الوكالة. وأكدت حرص الشديد على التمسك بالحلول التوافقية، وإلا فما هي القيمة القانونية لمجلس المحافظين. وتعتبر السفيرة طاووس فروخي هي المرأة الثانية عربيا والثالثة عالميا في تولي رئاسة مجلس المحافظين حيث تولتها نبيلة الملا مندوبة الكويت في العام 2005، وأنغريل هال مندوبة كندا في العام 2006.