قال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الطيب لوح، إن "هناك توجه عربي لإنشاء مرصد مختص بظاهرة هجرة الكفاءات العربية نحو العالم"، مضيفا أن هذا المرصد سيسمح بتوسيع العمل المشترك لإيجاد مخطط عربي لمحاربة هذه الظاهرة". وشدد الطيب لوح في تصريح صحفي أدلى به ليلة أمس الأول على هامش اجتماع عقده مع المدير العام لمنظمة العمل العربية، أحمد محمد لقمان، على ضرورة إيجاد وسائل كفيلة باسترجاع الكفاءات العربية بغية استغلالها في التنمية العربية. من جهته أشار مدير عام منظمة العمل العربية الى خطورة ظاهرة هجرة اليد العاملة العربية نحو مختلف دول العالم، مشددا على أهمية تنسيق الجهود من أجل مكافحة هذه الظاهرة من خلال إيجاد وسائل جلب الكفاءات العربية للمساهمة في تنمية المنطقة. وتشير دراسة قام بها الدكتور موسى كاظم عثمان بك من جامعة حلب السورية أن الدول العربية خسرت 200 مليار دولار بسبب هجرة العقول العربية إلى الخارج، حيث استقطبت ثلاث دول هي الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وكندا 75 بالمئة من الأدمغة العربية، هذا ويقدر الباحثون ان هجرة الأطباء والمهندسين والعلماء العرب إلى أوروبا الغربيةوالولاياتالمتحدة وصلت حتى عام 1976 إلى حوالى 24.000 طبيب، و17.000 مهندس، و75.000 متخصص بالعلوم الطبيعية يمثلون نسبة عالية من الفئات المهنية في الوطن العربي، وعلى سبيل المثال فقد قدر بعض الباحثين أن ألمانياالغربية وفرت فى نفقات تربية الأطفال والتعليم التي كان يمكن أن تتحملها من 1957 إلى 1973، مبلغاً يكفي لأن يتحول في عام 1973 إلى ما يزيد عن 27 مليار مارك، وهذا يشكل أكثر من واحد بالمئة من جملة رأس المال القومى حينداك. ويساهم الوطن العربي ب31٪ من هجرة الكفاءات من الدول النامية إلى الغرب بنحو 50٪ من الأطباء و23٪ من المهندسين و15٪ من العلماء من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة، حسب الدكتور أحمد بن صالح العثيم، الذي أشار إلى أن ما لا يقل عن 450 ألف من أفضل العقول العربية تمثل الإحصاءات الأولية لعدد العقول العربية المهاجرة، كما أن 45٪ من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم، وأن 34٪ من الأطباء الأكفاء في بريطانيا هم من العرب، وهناك نحو 75٪ من الكفاءات العلمية العربية مهاجرة بالفعل إلى ثلاث دول تحديدا هي أمريكا وبريطانيا وكندا.