عهد المخرجان بشير دريس ورشيد دشمي إلى مراد بوربون كتابة سيناريو رواية حميد غرين "ليلة الحناء " الصادرة العام الماضي عن دار النشر"ألفا"، وذلك لتحويلها إلى فيلم سينمائي، ومن المنتظر أن يبدأ المخرجان في تصوير أحداث الفيلم في افريل 2009. تدور أحداث رواية "ليلة الحناء " في الثمانينيات بالجزائر، ويصور الكاتب طبيعة العلاقات الاجتماعية في الجزائر في تلك الفترة من خلال شخصيتين، ويكشف من خلالهما عن بنية التفكير في المجتمع، فبطل الرواية يؤمن بالسحر والشعوذة لدرجة انه يقرر ترك شقته بعد أن يخبره احد أصدقائه مزاحا بأن شقته يسكنها الجن، ووظف حميد غرين في روايته أسلوبا بسيطا. تجدر الإشارة إلى أن الكاتب حميد غرين ألف العديد من الكتب التي نالت اهتمام القارئ الجزائري على غرار كتابه حول اللاعب الجزائري لخضر بلومي والذي صدر العام 1986 وأيضا "اقطف اليوم قبل الليل " والذي ترجمه "سعيد بوطاجين" إلى العربية وصدر عن دار النشر "ألفا" والذي تناول فيه الكاتب حميد غرين العديد من المواضيع كالصداقة والحب والكتابة والكبرياء، بحيث يتعرض في كل فصل للمفهوم الذي أعطاه له الفلاسفة والكتاب، ويذكر أحداثا وقعت له تصب في ذلك الموضوع، وجعل بذلك نصوصه مشوقة ويتابعها القارئ بكل حماس. ويرى حميد غرين أن الأوقات التي يكتب فيها هي حين يشعر بأنه ليس في حال جيدة فهذا ما يدفعه إلى الكتابة، وبالنسبة للكتابة الروائية وكتابة بحث يعتقد حميد غرين بأن كتابة الرواية تتطلب الكثير من الليونة؛ فالكاتب يتعامل مع بطل تتغير الأشياء حوله وتؤثر فيه، كما كتب حميد غرين أول رواية له تحت عنوان "الصلاة الأخيرة " وبطلها صحفي يدعى حواس تنفصل عنه زوجته لتختار طريقا آخر مغايرا لمعتقدات زوجها، فيحكي الراوي يوميات حواس قبل زواجه وكيف كان يعيش حياة صاخبة، لكنه بعد لقائه مع زوجته وبعد أن يعيش معها مدة طويلة يتأثر كثيرا لقرار الانفصال الذي اتخذته فتصبح حياته نوعا من الجحيم غير المنتظر، ويحكي الكاتب في هذه الرواية حساسية وهشاشة العلاقات الاجتماعية التي تربط بين الأفراد كما يحاول أن يكشف عن صعوبتها.