هون التجمع الوطني الديمقراطي من القيمة السياسية لمقاطعة زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي للانتخابات الرئاسية القادمة، وراهن في تحد صريح للارسيدي على مشاركة شعبية قوية في موعد افريل القادم. وأطلق حزب الوزير الأول احمد اويحيي النار على التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، وتكفل بعملية "القصف السياسي" عضو المكتب الوطني ومنسق ولاية العاصمة شيهاب الصديق في كلمة ألقاها امام منتخبي الحزب بالعاصمة اول امس الخميس في لقاء انعقد بفندق السفير. وقلل شيهاب صديق من تأثير إعلان سعيد سعدي عدم المشاركة في الرئاسيات على المسار الانتخابي وبخاصة على إقبال المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، ودون ان يذكر الدكتور سعدي وكذا حزبه بالاسم قال "من يريد تخويفنا وتعقيدنا بشبح المقاطعة وعزوف المنتخبين عن التوجه الى صناديق الاقتراع خلال الرئاسيات القادمة نقول له ان حساباته خاطئة والإقبال الشعبي سيكون كبيرا وسنرى ذلك عندما يحين الوقت"، وأضاف بلغة المنتقد للداعين الى مقاطعة الانتخابات "سنكسر شبح المقاطعة والأيام القادمة ستكون الفاصلة بيننا، وستكشف الصناديق من يملك الشعبية، ونثبت للجميع ان المترشح الذي اخترناه يحظى بالإجماع لدى جميع الفعاليات الوطنية" ليوضح أن المقاطعة وعزوف الناخبين تعد ظاهرة عالمية. وأكد شيهاب صديق أن أحزاب التحالف الرئاسي رفعت تحدي إقناع المواطنين من اجل الإدلاء بأصواتهم وسيثبتون قوتهم في الميدان من خلال حصد مرشحهم الرئيس بوتفليقة على أغلبية الأصوات. واعتبر ان الداعين الى المقاطعة لن يكون لهم ما يريدون "لان المقاطعة بالنسبة للجزائريين عبارة عن كماليات يصعب على الشعب الجزائري الحصول عليها" وأضاف "المعارضة اذا أرادت ان تبلغ مكانة في الساحة عليها ان "تشمر" على ذراعيها، وان لا تكتفي بإطلاق شعارات ونداءات من الصالونات والفنادق الفخمة" وتساءل باستهزاء كيف لهؤلاء يرفضون خوض العمل السياسي ويدّعون قربهم من المواطن في حين أنهم لا يفرطون في السيارات المصفحة وفيلات نادي الصنوبر". وأكثر من ذلك اتهم شيهاب الارسيدي دون ان يسميه بالاسم باتباع نهج المعارضة عندما يتعلق الأمر فقط بضرب مصالح البلاد، معتبرا أن مساندة أحزاب التحالف للرئيس بوتفليقة ليست نابعة من غياب طموح لديها ولكن لاقتناعها بأن مستقبل الجزائر يرتكز على تمكين الرئيس بوتفليقة من مواصلة مسار التقويم الوطني، وخلص الى التأكيد على عزم المساندين للمترشح عبد العزيز بوتفليقة كسر شبح المقاطعة، ودعا المعارضة إلى تقبل اللعبة الديمقراطية والتخلي عن سعيها لفرض منطقها كأقلية سياسية تنشط في الميدان. وجاء موقف التجمع الوطني الديمقراطي في سياق اليوم الدراسي المخصص لمنتخبي الحزب بالعاصمة لإبلاغهم تعليمات الأمين العام احمد اويحيي من اجل التجند للاستحقاق القادم والعمل جنبا الى جنب مع الحليفين في التحالف الرئاسي لتحسيس المواطنين بضرورة الاقتراع وممارسة حقهم الانتخابي. وأوضح الامين العام للحزب أحمد أويحيى في التعليمة التي قرأها أحد المناضلين بأن النجاح في الجهد المبذول في المواعيد الاستحقاقية "يكمن في وضع جدول زمني يتم على أساسه توجيه الجهود بصفة متدرجة بما يسمح بعبور كل محطة بقوة وفعالية ثم التفرغ للمحطة اللاحقة بطريقة منتظمة". وأكد أن الأولوية "تكمن في تعبئة الطاقات البشرية وتنظيمها ميدانيا وكذا المساهمة في عملية تحسيس المواطنين للتسجيل في القوائم الانتخابية". ودعا أويحيى في التعليمة منتخبي الحزب الى العمل على عقد اجتماعات تحسيسية للجمعيات العامة للبلدية وتحسيس المناضلين والمناضلات بضرورة التأكد من تسجيلهم في القوائم الانتخابية بالإضافة الى تعبئة هؤلاء من أجل السهر على القيام بنفس العملية في أوساطهم العائلية والمهنية والجوارية. ومن جهة أخرى طالب المنتخبين للشروع ابتداء من منتصف فيفري القادم في فتح مداومات وترتيب الحملة الانتخابية وانتقاء المناضلين الذين يمكن تعيينهم كملاحظين في مكاتب الاقتراع. وحثهم أيضا على تحضير صفوف التجمع للمساهمة في العملية المقبلة من خلال الانطلاق المبكر في وضع برنامج عمل دقيق على الجميع التمسك به وتجسيده وفق رزنامة محددة وعبر الطرق المقررة.