الجزائر قامت بقفزة نوعية في مجال تطوير مشاريع السكك الحديدية    الذكرى ال50 لتأسيس اتحاد الفلاحين الجزائريين: ديلمي يشيد بجهود رئيس الجمهورية للرقي بالقطاع الفلاحي    عدالة: ورشة تكوينية لفائدة قضاة وضباط الشرطة القضائية حول حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي    بوريل يطالب دول الاتحاد الأوروبي بالامتثال لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال المسؤولين الصهاينة    العدوان الصهيوني على غزة: الاحتلال ارتكب 7160 مجزرة منذ أكتوبر 2023    الجزائر تنجح في طرد مجرمة الحرب تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بالبرتغال    الفروسية : كأس الاتحادية للمسابقة الوطنية للقفز على الحواجز من 28 إلى 30 نوفمبر بتيبازة    جائزة الشيخ عبد الكريم دالي: افتتاح الطبعة الرابعة تكريما للفنان الراحل نور الدين سعودي    إطلاق الإكتتاب لشراء أسهم أول شركة ناشئة ببورصة الجزائر في الفاتح ديسمبر    رقمنة القطاع التربوي: التأكيد على "الانجازات الملموسة" التي حققتها الجزائر    الدور الجهوي الغربي الأخير لكأس الجزائر لكرة القدم: جمعية وهران -اتحاد بلعباس في الواجهة    حوادث الطرقات: وفاة 34 شخصا وإصابة 1384 آخرين بجروح الأسبوع الماضي    وهران: وفاة المجاهدين مسلم السعيد وخالد بعطوش    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم الاحتفال بالذكرى ال50 لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين    شركة جزائرية تبتكر سوار أمان إلكتروني لمرافقة الحجاج والمعتمرين    حشيشي يتباحث مع وفد عن شركة عُمانية    حاجيات المواطن أولوية الأولويات    إعادة انتخاب دنيا حجّاب    عطّاف يستقبل عزيزي    ندوة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة    توقيف مُشعوذ إلكتروني    الشرطة توعّي من أخطار الغاز    اختتام زيارة التميز التكنولوجي في الصين    اعتداء مخزني على صحفي صحراوي    هيئة بوغالي تتضامن مع العراق    المنظومة القضائية محصّنة بثقة الشعب    رسميا.. رفع المنحة الدراسية لطلبة العلوم الطبية    الرئيس تبون رفع سقف الطموحات عاليا لصالح المواطن    دروس الدعم "تجارة" تستنزف جيوب العائلات    آفاق واعدة للتعاون الاقتصادي وشراكة استراتيجية فريدة قاريا    الجزائر تسير بخطوات ثابتة لتجويد التعليم    الجزائر تدعو إلى فرض عقوبات رادعة من قبل مجلس الأمن    اتفاقيات بالجملة دعما لحاملي المشاريع    استذكار أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية    التجريدي تخصّصي والألوان عشقي    العميد يتحدى "الكاف" في اختبار كبير    منظمة الصحة العالمية:الوضع في مستشفى كمال عدوان بغزة مأساوي    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: تسليط الضوء على أدب الطفل والتحديات الرقمية الراهنة    وزارة الشؤون الدينية والأوقاف : مجلة "رسالة المسجد" تنجح في تحقيق معايير اعتماد معامل "أرسيف"    وفد طبي إيطالي في الجزائر لإجراء عمليات جراحية قلبية معقدة للاطفال    كرة اليد/بطولة افريقيا للأمم-2024 /سيدات: المنتخب الوطني بكينشاسا لإعادة الاعتبار للكرة النسوية    الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي : مشروع "غزة، من المسافة صفر" يفتك ثلاث جوائز    اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة: تنديد بانتهاكات المغرب ضد المرأة الصحراوية ودعوة لتطبيق الشرعية الدولية    الوادي: انتقاء عشرة أعمال للمشاركة في المسابقة الوطنية الجامعية للتنشيط على الركح    عين الدفلى: اطلاق حملة تحسيسية حول مخاطر الحمولة الزائدة لمركبات نقل البضائع    "تسيير الارشيف في قطاع الصحة والتحول الرقمي" محور أشغال ملتقى بالجزائر العاصمة    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة        قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عرفت قدر الرئيس بوتفليقة ووزنه في الأوقات الحرجة
نشر في المستقبل يوم 02 - 05 - 2009

خص الرئيس اللبناني السابق اميل لحود، أمس، يومية "المستقبل" بحوار مطول كاشفا حقائق وأسرار الاوضاع في لبنان وعلاقته بالرئيس بوتفليقة وخفايا القمم العربية وما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتداعياتها الإقليمية والدولية. ودام 3 ساعات كاملة في بيته، كانت "الجزائر‮" "‬كلمة‮ السر‮ " التي‮ سمحت‮ لمراسلنا‮ في‮ بيروت‮ بإجراء‮ هذا‮ السبق‮.
المستقبل‮: فخامة‮ الرئيس‮ تحية‮ إعلامية‮ باسمي‮ وباسم‮ جريدة‮ المستقبل‮ الجزائرية‮ وتحية‮ أخوية‮ لكم‮ من‮ الشعب‮ الجزائري‮ وشكرا‮ على‮ مقابلتكم‮ لنا.‬‮
إميل لحود: أهلا وسهلا بك في بيتك وخذ وقتك، لكن قبل أن تسألني أريد ان اسالك عن صديقي واخي بوتفليقة الذي لا تنسى ان تبلغه سلامي عبر جريدتكم. اما عن مقابلاتي فبحكم أنني كنت رئيس جمهورية كنت مجبرا على مقابلة الجميع، أما الآن فأقابل فقط من أحبهم ولكونك من الجزائر‮ لم‮ أتردد‮ في‮ مقابلتك‮ لما‮ للجزائر‮ عامة‮ والرئيس‮ بوتفليقة‮ خاصة‮ من‮ فضل‮ كبير‮ وكثير‮ على‮ لبنان‮ وعليّ‮ شخصيا.‬‮ وأهلا‮ وسهلا‮ بك‮ من‮ جديد‮.‬
المستقبل‮: بداية‮ سيادة‮ الرئيس‮ هل‮ أنت‮ بخير‮ وراض‮ عن‮ مشوارك‮ كرئيس‮ جمهورية‮ سابق‮ للبنان‮؟.‬
‮‬اميل‮ لحود‮: انا‮ بخير‮ كما‮ ترى‮ وجد‮ مرتاح‮ اما‮ عن‮ ضميري‮ فقد‮ قلتها‮ لكل‮ وسائل‮ الاعلام‮ وانا‮ اغادر‮ قصر‮ بعبدا‮ ان‮ ضميري‮ مرتاح‮ وراض‮ عن‮ مشواري‮ وقررارتي‮ التي‮ منبعها‮ ضميري‮ .‬
المستقبل: لتكن بداية حواري معك فخامة الرئيس من الملف الدولي ومنه مجىء ادارة امريكية جديدة بقيادة "اوباما " ووزيرة خارجية جديدة "هلاري كلينتون" التي كانت منذ ثلاث ايام هنا في بيروت ومبعوث قديم جديد إلى الشرق الاوسط "جورج ميتشل" هل برايك هذا كاف ‮ لتحريك‮ عملية‮ السلام‮ وتجسيد‮ مشروع‮ الدولتين‮ وانهاء‮ الصراع‮ في‮ المنطقة؟‮.‬
اميل لحود: للاسف مشاكلنا في الشرق الاوسط كلها اسرائيل، لان قبل سنة 1948 لم يكن هناك مشكل في المنطقة ومنذ أن زرع هذا السرطان ازدادت المشاكل، وهنا لا اريد ذكر قوة اسرائيل، إنما الدعم الامريكي المطلق لهذا الطفل المدلل وعبر التاريخ. لقد راينا هذا الدعم‮ اللامتناهي‮ لاسرائيل‮ ونحن‮ لا‮ نراهن‮ على‮ امريكا‮ ان‮ تعطينا‮ اكثر‮ من‮ حقنا‮ فقط‮ نريد‮ حقنا‮!!‬
المستقبل‮: فخامة‮ الرئيس‮ هل‮ افهم‮ من‮ كلمة‮"‬حقنا‮" العودة‮ الى‮ حدود‮ 1967؟
اميل لحود: "حقنا" هو عودة من سلبت ارضهم الى وطنهم وأن تطبق الشرعية الدولية انطلاقا من قرارات الامم المتحدة وهذا سر الخلاف في قمة بيروت مع القادة العرب وهو حق عودة اللاجئين. فخبرتي التي دامت 02 سنة بين قائد للجيش اللبناني ثم رئيسا للجمهورية اللبنانية أوصلتني الى قناعة تامة ان اسرائيل لا تريد السلام، وليس لديها مشروع سلام. و لا تملك ثقافة السلام هي تلعب على الوقت الضائع وتريد البقاء في المنطقة بالقوة وتعول على شئين؛ جلب اكثر عدد من اليهود من كل انحاء العالم وسياسة الاستيطان لان 7 او 8 ملايين يهودي في فلسطين لا يمكنهم العيش دوما في حرب. يريدون جلب كل يهود العالم ولذلك انت ترى مشروع الاستيطان بعد مؤتمر نابليوس زادت سرعته وبشكل خطير وغير مسبوق، وهذا ما يجعلهم يتمسكون بالمنطقة وكل مرة ياخذون ارضا ثم يوهموننا انهم يريدون السلام ثم يبتلعون تلك‮ الارض‮ ويدخلون‮ في‮ سياسة‮ تضييع‮ الوقت‮ ثم‮ يعودون‮ لأخذ‮ أرض‮ جديدة‮. هذه‮ هي‮ اسرائيل‮ باختصار‮.‬
المستقبل‮: هل‮ يعني‮ هذا‮ ان‮ مبدأ‮ الارض‮ مقابل‮ السلام‮ قد‮ سقط‮ نهائيا؟‮
اميل لحود: نعم سقط نهائيا لاننا حاولنا المستحيل. لكن اسرائيل لا تريد السلام وهذا بالتوازي مع الدعم المطلق لهذا الطفل المدلل "اسرائيل"، وخاصة في عهد جورج بوش الابن الذي خرب المنطقة واشعل فيها الحرب من افغانستان الى فلسطين مرورا بالعراق، معتقدا انه‮ يستطيع‮ ان‮ يصنع‮ شرق‮ اوسط‮ جديدا‮ بمقاييس‮ اسرائيلية‮ و‮-‬للاسف‮- بأيدي‮ بعض‮ الدول‮ العربية‮.
المستقبل: صرح وزير الخارجية الاسرائيلي في بحر الاسبوع الفارط بان مشروع الدولتين هو نسف للدولة اليهودية، لكن الرئيس أوباما قال منذ يومين إن قناعته بمشروع الدولتين لازال قائما ألا يدل هذا على ارادة حقيقية للادارة الأمريكية الجديدة لتجسيد حلم الدولتين؟‮.‬
اميل لحود: اوباما اكيد جاء ليجد حلا لمشكلة الشرق الاوسط من منطلق ان اسرائيل صارت عبئا على امريكا حتى يرتاح، وعلى هذا الاساس جاء بهذا الطرح لكن من الذي ينفذ مشروع الدولتين؟؟ أعيد واكرر اسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية ليست لديها رغبة في السلام على‮ اساس‮ الدولتين‮ ومنه‮ أظن‮ ان‮ اوباما‮ لا‮ يستطيع‮ انجاز‮ هذا‮ المشروع‮ رغم‮ نواياه‮ الحسنة‮ لأن‮ اللوبي‮ اليهودي‮ اقوى‮ منه‮ .‬
المستقبل‮: سوريا‮ يد‮ مع‮ المقاومة‮ ويد‮ مع‮ مفاوضات‮ غير‮ مباشرة‮ عبر‮ تركيا‮ مع‮ اسرائيل،‮ هل‮ هذا‮ مسك‮ للعصا‮ من‮ وسطها‮ ام‮ تناقض‮ ام‮ هو‮ كلمة‮ السر‮ للتوازن‮ السوري‮؟.‬
اميل لحود: سوريا لم تتدخر جهدا ودعمت المقاومة دعما مطلقا وانا كنت اعرف وانا رئيسا للجمهورية من كان يدعمني، لكن عند مجىء حكومة اردوغان والرئيس التركي غول لهم افكار تتقاطع مع بشار الاسد من اجل تحقيق السلام الشامل والعادل، وان كنا نعرف ان السلام صعب المنال وسوريا لا تنسى ان اراضيها محتلة ولها الحق في استعادتها بطرق سلمية، ولعل سوريا ارادت أن تثبت للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي ان اسرائيل لا تملك لا نية ولا رغبة في اقامة سلام، هذا من جهة ومن جهة اخرى إقامة الحجة على اسرائيل.
المستقبل‮: لو‮ قدر‮ لسوريا‮ النجاح‮ في‮ المفاوضات‮ وحققت‮ السلام‮ مع‮ اسرائيل‮ هل‮ ستنفض‮ يديها‮ من‮ دعم‮ مشروع‮ مقاومة؟‮
اميل لحود: لا يمكن سوريا ان تقبل بسلام منفرد. سوريا تطالب بحقوق العرب وهنا سر قوتها وان كانت الاولوية للجولان، لكن في اطار السلام الشامل مع العرب مثل عودة اللاجئين وترسيم الحدود وهي لا تريد سلام الذيل مثلما حدث مع بعض الدول العربية .
المستقبل: الشراكة الاوربية المتوسطية التي يروج لها ساركوزي هل هي شراكة تضمن مصالح المنطقة من حيث الامن والاستقرار ومبدأ تكافؤ الفرص والتوازن في المصالح، ام هي ترويض وفتح نافذة للتطبيع مع اسرائيل ؟.
اميل لحود: براي الشراكة هي منفعة لطرفين، لكن في ظل الظروف الراهنة واحتلال الكثير من الاراضي العربية لن تكون شراكة مجدية في اعتقادي. لأن في الظاهر هي شراكة اقتصادية في اطار تبادل المصالح لكن لهم فكرة في رؤسهم وهي التخلص من الازمة العربية الاسرائيلية، وهذا‮ لن‮ يتأتى‮ ما‮ لم‮ تعطَ‮ للعرب‮ حقوهم‮ وليس‮ مصادرتها،‮ لكن‮ في‮ ظل‮ احتلال‮ الجولان‮ ومزارع‮ شبعا‮ واختراق‮ الطيران‮ الاسرائيلي‮ المتكرر‮ وشبه‮ اليومي‮ لسيادة‮ الاجواء‮ اللبنانية‮ فلا‮ يكتب‮ لهذه‮ الشراكة‮ النجاح‮.‬
المستقبل‮: هناك‮ انفتاح‮ أمريكي‮ وأوروبي‮ على‮ سوريا،‮ يقابله‮ انفتاح‮ بريطاني‮ على‮ حركة‮ حماس‮ وعلى‮ حزب‮ الله،‮ لماذا‮ في‮ هذا‮ التوقيت‮ بذات؟‮ وهل‮ هذا‮ الانفتاح‮ برىء؟
ايميل لحود: بعد تورط امريكا في المستنقع العراقي ثم انهزام اسرائيل امام حزب الله في حرب تموز6002، والصمود الاسطوري للمقاومة في الحرب الاخيرة على غزة جاء هذا الانفتاح الذي لا اراه بريئا، لكن فقط من اجل منح اسرائيل استراحة محارب لا اكثر، فهم لا يريدون سلام. وقد عودنا الاسرائيليون ان تحدثوا عن السلام فهم يعدون للحرب، بل يريدون ربح الوقت فقط من اجل لملمة شملهم، وهذا الانفتاح هو بإيعاز من اللوبي اليهودي الذي يتحكم في مفاصل الدولة الامريكية ويستحوذ على ادوات القرار. والاحداث الماضية تؤكد كلامي. من كامب‮ ديفد‮ الى‮ اوسلو‮ حتى‮ اخر‮ مؤتمر‮ نابليوس‮ هل‮ تحقق‮ السلام؟‮ وأشبّه‮ اسرائيل‮ بانها‮ حاملات‮ طائرات‮ أمريكية‮ وبعد‮ اصابتها‮ من‮ طرف‮ المقاومة‮ تتطلب‮ وقتا‮ لتصلح‮ الخراب،‮ لكن‮ ستستعد‮ للحرب‮.
المستقبل: تحدثت بعض الأوساط عن ضغوط تعرضت إليها من قبل وزيري خارجية الولايات المتحدة كولن باول وكوندوليزا رايس من أجل ما يسمى شرق أوسط جديد الذي يرتكز اساسا على اجهاض مشروع المقاومة في المنطقة وبالتحديد تفكيك سلاح حزب الله. ما مدى صحة ذلك؟.
اميل لحود: باول جاء في زيارة لي بعد سقوط بغداد بشهر و قال لي نحن نريد ديمقرطية جديدة في الشرق الاوسط فقلت له على" مهلك" اني تخرجت من اعلى واحسن مدرسة حربية امريكية وانت تعلم ماذا درسنا في "اللوور كولاج"" الذي درست انت فيه بعد 5 سنوات من تخرجي، تعلمنا عندما يكون العدو قويا فلابد ان تنتهج معه حرب العصابات وحرب استنزاف، ومنه نحن لن نتخلى عن مشروع المقاومة فقال لي هذه وجهة نظرك، وهو لم يكن مقتنعا بداخله لكنه قال هذه تعليمات الادارة الامريكية، وتكرر ذلك مع كوندليزا رايس وهي لا تفهم في الجيش شيئا، وبعد ان اكملت معها المقابلة غادرت ومنه اوعزت الى كل الدول الاوربية ان تقاطعني، ولعل ثورة الجزائر التي انطلقت من المقاومة على شكل حرب عصابات خير دليل، فقد لقنت الاستعمار الفرنسي درسا لن ينساه رغم انه كان آنذام في ذروة قوته العسكرية لكن إرادة شعوب أقوى‮ منه‮.‬
المستقبل‮: سيدي‮ لم‮ تجبني‮ عن‮ الانفتاح‮ البريطاني‮ على‮ حزب‮ الله‮ وحماس؟.
اميل لحود: هذا توزيع ادوار فقط من طرف امريكا التي تريد الانفتاح لكنها ليست قادرة عليه، وهي تعتمد على الواجهات التي من خلالها تريد الانفتاح وهذه الواجهات فرنسا والمانيا وبريطانيا وهؤلاء ينطبق عليهم تماما المثل اللبناني(انا وبيي وامي بدنا العروس) والاحداث كفيلة بتكذيب هذه المغالطة وهي رغبتهم في السلام. الم تكن اتفاقيات او مفاوضات مدريد مع سوريا على مرمى حجر من التحقق، لكن الاسرائيلين قلبوا الطاولة بأعذار واهية لانهم لا يريدون السلام. أعيد وأؤكد لك ان الخلل ليس في دول المنطقة بل في السرطان المسمى‮ اسرائيل‮ الذي‮ يقوم‮ على‮ فكرة‮ الاستيطان‮.‬
المستقبل‮: هل‮ افهم‮ من‮ فخامتكم‮ أن‮ كل‮ ما‮ في‮ الموضوع‮ هو‮ اللعب‮ على‮ الوقت‮ الضائع‮ فقط‮ أمام‮ الزيارات‮ الماكوكية‮ لمسؤولين‮ أمريكيين‮ وأوربيين‮ لدمشق‮ ولعواصم‮ عربية؟
اميل لحود: كلهم يتحركون وباتجهات مختلفة ومكثفة، لكن يبقى اللوبي اليهودي اقوى منهم جميعا. لن يتقدم مشروع السلام قيد أنملة، وهنا اسالك أثناء مجزرة غزة الاخيرة هل تجرأ أحد وأدان اسرائيل على المحرقة. مادام العدو الذي يتحدث عن السلام يعدّ للحرب لن يكون هناك سلام. أنا لا انكر ان على بعض الرؤساء الاوربيين او أوباما لهم رغبة في انجاز السلام، لكن اللوبي الصهيوني اقوى منهم، فهو لديه فكرة الاستيطان وجلب اكبر عدد من يهود العالم. هذه استراتيجيتهم منذ 84 من اجل ان تكون دولتهم اكبر جغرافيا وديمغرافيا ومنه تكبر‮ مصالحهم‮ في‮ المنطقة‮.‬
المستقبل: في ظل رئاستك للبنان لمدة تسع سنوات أعدم رئيس دولة عربية امام شاشات التفلزيون وبطريقة مقززة (صدام حسين ) وبعد انتهاء ولايتكم صدرت مذكرة اعتقال في حق رئيس عربي (عمر البشير) هل برايك هي اهانة ام ادانة لمنصب رئاسة الجمهورية العربية وما يحمله من رمزية‮؟.‬
‮‬اميل‮ لحود‮: بالنسبة‮ لصدام‮ حسين‮ لم‮ يسبق‮ وان‮ التقيته‮ ولم‮ اواكبه‮ وهنا‮ يمكنني‮ جوابك‮ عن‮ الرئيس‮ البشير‮ فقط
‮ المستقبل‮ : لكن‮ سيدي‮ اعدم‮ صدام‮ وأنت‮ كنت‮ تزاول‮ منصب‮ رئيس‮ جمهورية‮ دولة‮ عربية‮.‬
اميل لحود: صحيح ....لكن لم أواكبه ولم التقيه. اما عن البشير فالتقيته وواكبته وقرار اعتقاله هو مؤامرة. فقد أرادوا ان يدفع فاتورة مواقفه في نصرة قضايا السودان والقضايا العربية العادلة، وأن يكون عبرة لمن يفكر في الوقوف في وجوههم، وهذه خططهم وسياستهم.‮ فكل‮ من‮ يريد‮ ان‮ يحافظ‮ على‮ وطنه‮ واستقراره‮ ويرفض‮ مشاريعهم‮ يخلقون‮ له‮ مشاكل‮ بدءا‮ من‮ تحريك‮ الجبهة‮ الداخلية‮ ثم‮ الخارجية‮.‬
المستقبل: فخامة الرئيس لنعرج على المصالحات العربية. وهنا اعود بك إلى 2002 حين زيارتك إلى الجزائر قلت في مؤتمر صحفي مع الرئيس بوتفليقة لا بد من تنقية الاجواء العربية من اجل تجسيد مصالحة عراقية كويتية. بعد 7 سنوات ها نحن اليوم في مصالحة سعودية بجناحيها السوري والليبي ومصالحة قطرية مصرية متعثرة الى حد ما، هل برايك هذه مصالحة المتعبين ام مصالحة ناتجة عن الارادة العربية ام هي مجرد مساحيق سياسية تحت اضواء الكاميرات: قُبَلٌ هنا وعناق هناك؟.
اميل لحود: أنا اقول المصافحة احسن من المقاطعة او عدم التكلم مع بعضنا البعض، لكن المصالحة الحقيقية تكون على مستوى الجوهر وهذا الذي ارى انه لا يتحقق ولاسيما في الوقت القريب- هذا انطباعي الشخصي- ولا ارى هناك مصالحة حقيقية الان. فمن حيث المواقف في القضايا‮ المصيرية‮ كل‮ طرف‮ مازال‮ متمسكا‮ بقنعاته‮.‬
المستقبل‮ : عدوان‮ غزة‮ او‮ محرقة‮ غزة‮ هل‮ فرزت‮ ام‮ عززت‮ المواقف‮ العربية‮ وماهي‮ دروس‮ غزة‮ برأيك‮ للرؤساء‮ العرب؟‮.‬
اميل لحود: الدرس الاول هو ان اسرائيل لا تستطيع ان تدخل او تحتل 10كلم بقوة امام ارادة الشعب والمقاومة. الدرس الثانية ان هناك أنظمة تصف نفسها بالمعتدلة، لكن الاعتدال يعني المطالبة بالحق وليس التنازل على الحقوق المشروعة، لان الانظمة تذهب وتعود لكن الشعب باق‮ ومنه‮ لا‮ بد‮ ان‮ تلتفت‮ الانظمة‮ الى‮ شعوبها‮ ومطالبها‮ المشروعة‮. لبنان‮ وفلسطين‮ من‮ شأنهما‮ أن‮ ينشئا‮ مقاومة‮ في‮ اكثر‮ من‮ دولة‮ عربية‮ امام‮ تجاهل‮ الانظمة‮ العربية‮ لقضايا‮ شعوبها‮.‬
المستقبل: فخامتكم طالما كنت ولازلت ترفض التوطين والتقسيم والتهجير وفي كم من خطاب قلت كفى متاجرة بالقضية الفلسطنية. هنا اسألك في ظل هذا الانقسام حكومة في رام الله وحكومة في غزة. في رأيكم ما مصير القضية الفلسطنية التي هي في مفترق الطريق الان؟.
اميل لحود: للاسف فلسطين تخسر الان اكثر من اي وقت مضى لان قوة فلسطين في وحدة صفها في وجه العدو، والانقسام الحالي بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس لا يخدم القضية الفلسطينة، وطبعا المستفيد الاكبر هو اسرائيل، لكن في الوقت نفسه هذا الانقسام ليس وليد الصدفة بل هو من نتاج العدو الصهيوني بالاضافة الى الكثير من الدول عربية وغير عربية تكرس هذا الانقسام بدعم فريق على حساب الاخر ومنه على حساب القضية الفلسطنية، حتى اصبحنا نسمع اصواتا من اسرائيل تطالب بالاعتراف بالدولة اليهودية بعدما تم الاعتراف بها انها دولة اسرائيل،‮ وانا‮ اقول‮ وحدة‮ الصف‮ هي‮ من‮ وحدة‮ القضية‮ الام‮ وهي‮ تحرير‮ الارض‮.‬
المستقبل‮: الحوار‮ الجاري‮ في‮ القاهرة‮ وصل‮ الى‮ مراحل‮ متقدمة‮ وخاصة‮ على‮ مستوى‮ توحيد‮ وادماج‮ الاجهزة‮ الامنية‮ التي‮ كانت‮ النقطة‮ الاكثر‮ حساسية‮ برأيك‮ وانت‮ كنت‮ قائد‮ جيش‮ سابقا،‮ هل‮ سينجح‮ الحوار؟
اميل لحود: للأسف إسرائيل لا تريد مصالحة وطنية. واسرائيل من هي؟ هي امريكا وامريكا من هي؟ هي دول أوربا. ودول اروبا من هي ؟ هي الضغط على بعض الدول العربية التي تمارس التفرقة وتوسيع الهوة بأيادي فلسطينية لا تريد المصالحة الحقيقية.
‮ المستقبل‮: وماذا‮ عن‮ أصحاب‮ القضية‮ ؟‮
اميل لحود: والفلسطيني _للاسف- لا يريد مصالحة لان هناك من هو مستفيد من هذا الانقسام وإلا كيف تفسر هذا الحصار والناس تموت جوعا. ويريدون ان يكون سلام قبل اخذ الحقوق وهو اشبه ببيع جلد دب قبل صيده. وللاسف كذ لك ان الكثير من الانظمة العربية ليس همها الاول ‮ وحدة‮ الصف‮ الفلسطيني‮ بقدر‮ ما‮ هو‮ الابقاء‮ على‮ هذا‮ الوضع‮ بل‮ يزيدون‮ طين‮ بلة‮ في‮ الكثير‮ من‮ الاحيان‮.‬
نعود‮ إلى‮ الجزائر‮ وعلاقاتك‮ ببوتفليقة،‮ هل‮ هنأت‮ صديقك‮ بفوزه‮ بعهدة‮ ثالثة؟
اميل لحود: طبعا فور فوزه اتصلت بسعادة السفير الجزائري وارسلت عبره التهنئة الرسمية بالاضافة الى برقية، وهنا اخبرك أنني كنت جد سعيد بفوزه لانه رجل قدم للجزائر الكثير اثناء الثورة وبعدها، ولعله استلم اكبر مهمة وهي حقيبة الديبلوماسية الجزائرية في اصعب الاوقات، وساهم كثيرا في بناء بلده واعطى الكثير للجزائر بعد مجيئه للرئاسة وما قدمه للجزائر في فترة رئاسته لا ينكره الا جاحد. وبالمناسبة اشكر سعادة السفير الجزائري ابراهيم حاصي على دوره وادائه المتميز لانه يمثل وجهة نظر الرئيس بوتفليقة ولهذا السفير بصمات ايجابية‮ في‮ تعزيز‮ العلاقات‮ اللبنانية‮ الجزائرية‮ .‬
المستقبل‮ : فخامتكم‮ سليل‮ المؤسسة‮ العسكرية‮ ثم‮ قائدا‮ للجيش‮ ثم‮ رئيسا‮ للجمهورية‮ متى‮ وكيف‮ واين‮ عرفت‮ الرئيس‮ بوتفليقة؟‮.‬
اميل لحود: لم اكن اعرفه من قبل واول ما تعرفت على الرئيس بوتفليقة كان في قمة القاهرة، كان بجنبي في مأدبة عشاء حيث بادر بالحديث وكان قد شكرني على مقاومتنا، وقال لي بالحرف الواحد انتم رجال.. لقد طردتم الجيش الاسرائيلي من ارضكم واثنى على المقاومة الباسلة، وكان ذلك بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجنوب، وكان جد مسرور على عكس بعض الرؤساء العرب الذين كانوا "زعلانين " من المقاومة وصمود لبنان، فرددت عليه فقلت له: انتم من سبقتمونا في تحرير الارض والثورة الجزائررية اعطت الاستعمار الفرنسي درسا عبر التاريخ وهي‮ ثورة‮ يفتخر‮ بها‮ كل‮ عربي‮. ولقائي‮ الاول‮ مع‮ بوتفليقة‮ كان‮ لقاء‮ المبادىء‮.
المستقبل‮ : هل‮ ممكن‮ فخامة‮ الرئيس‮ ان‮ نعرف‮ ما‮ هي‮ هذه‮ المبادىء؟‮
اميل لحود: ما إن فتحنا الحديث واسترسلنا فيه حتى اجد كل طروحاتنا تتطابق سواء من حيث الافكار او المواقف سواء ما يتعلق بالصراع الاسرائيلي العربي او ازمة الشرق الاوسط والازمة العراقية انذك بل ذهب يقدم لي نصائح وتوجيهات ولم يبخل علي بنصائحه وخاصة أني كنت في‮ أول‮ عهدي‮ لي‮ بالرئاسة‮ حيث‮ استفدت‮ منها‮ جدا‮.‬
المستقبل‮ : ما‮ نوع‮ هذه‮ النصائح‮ والتوجيهات‮ وهل‮ من‮ مثال‮ على‮ ذلك؟‮
اميل لحود: هذه النصائح هي أفكاره الاستراتيجية بالنسبة للمنطقة، وكانت هذه التوجيهات والارشادات اقل ما اقول عنها جد دقيقة، خاصة وأن الرئيس بوتفليقة قد قاد جبهة الصمود والتصدي العربي في احلك الظروف في الصراع العربي الاسرائيلي وهو ملم بتفاصيل المنطقة، وهذا ما لفت انتباهي فيه من اول حديث معه، واضرب لك مثالا على ذالك فقد قال لي بالحرف الواحد انتم تحت أعين كل العالم ومنه لا بد ان تحسبوا كل خطوة تقومون بها لأنكم تقومون بمقاومة ضد العدو الصهيوني الذي يملك قوة وترسانة ليست اقليمية فقط بل عالمية، ومنه نصحني بان زي خطوة نقوم بها لا بد ندقق في ردة الفعل والانعكسات والتطورات من كل الدول التي تاثيرها وثقلها الاستراتيجي بالمنطقة، اي نعمل حسابا دقيقا لهذه الدول الكبرى. وهناك مثالا آخر حيث في الوقت الذي كان كثير من الرؤساء العرب منزعجين من توافقي مع سوريا الاسد، كان هو من ينصحني أن نكون على اتفاق مع سوريا وكان يحبذ التفاهم السوري اللبناني حيث كان يدعوني لذلك وكان يريد أن نكون قريبين من بعض، كما كان قريبا من بشار الاسد بقدر ما كان قريبا مني.
المستقبل‮: كيف‮ كانت‮ العلاقات‮ اللبنانية‮ الجزائرية‮ قبل‮ هذا‮ اللقاء‮ الذي‮ وصفته‮ بلقاء‮ المبادىء؟
اميل لحود: العلاقات الجزائرية اللبنانية كانت موجودة وستظل موجودة، وللشهادة العلاقات قبل لقائي بوتفليقة كانت موجودة لكنها فاترة وهنا اخبرك ان الرئيس بوتفليقة هو من انعش هذه العلاقة وسهر على تقويتها لما للبنان من محبة كبيرة في قلبه وهو الذي كان صاحب المبادرة‮ وله‮ الفضل‮ في‮ ذالك‮.‬
المستقبل‮: هل‮ العلاقات‮ بين‮ الدولتين‮ تعززت‮ بعد‮ زيارتك‮ إلى‮ الجزائر‮ في‮ 2002‮ حينما‮ اعلنت‮ فخامتكم‮ وفخامة‮ بوتفليقة‮ في‮ مؤتمر‮ صحفي‮ عن‮ إنشاء‮ لجنة‮ مشتركة‮ بين‮ الدولتين‮ والتنسيق‮ بين‮ وزارتي‮ الخارجية‮ للبلدين؟
اميل لحود: تلك الزيارة ما هي إلا عربون وفاء لبوتفليقة ورد للجميل وتلك الزيارة كانت مباشرة بعد قمة بيروت، وهنا أحدثك عن شيء لم أبح به من قبل لأي وسيلة اعلامية وبالذات في قمة بيروت 2002 حينما حاصرني القادة العرب واشتد الخلاف حول البند الرابع: عودة الاجئين وعدم التوطين. كان ذلك في اليوم الاول من القمة، وقتها كان الرئيس بوتفليقة في البرازيل اتصلت به هاتفيا واطلعته على الموضوع واخبرته ان وجوده ضروري جدا في لبنان-هنا صمت هنيهة-وهنا اصدقك القول ان ما فعله بوتفليقة لا يفعله حتى أخي. مباشرة ترك مؤتمره في البرازيل وعاد على خط واحد بمعدل 41 ساعة في الطائرة ووصل مساء ورغم تعب السفر التقاني وحضر مأدبة العشاء التي اقمتها على شرف الرؤساء العرب الذين قاطعوني آنذاك، وبصراحة هذا الموقف أعيد وأكرر لا يفعله معي حتى اخي.
المستقبل‮: فخامة‮ الرئيس‮ مادمت‮ تطرقت‮ لعلاقتك‮ الاكثر‮ من‮ الاخوية‮ التي‮ تجمعك‮ مع‮ بوتفليقة‮ هل‮ بإمكانك‮ أن‮ تخصنا‮ بشىء‮ عن‮ خبايا‮ هذه‮ العلاقة؟‮ .‬
اميل لحود: الرئيس بوتفليقة اقولها لك بالبناني كل "ما أعوزه" اجده بجنبي سواء داخل القمم او خارجها، وعرفت قدر ووزن بوتفليقة في الاوقات الحرجة والصعبة، وفي الاوقات الصعبة تعرف من هو الصديق وليس في الزفاف فقط، ولعل موقفه الذي عمله معي حتى اخي لا يفعله. عندما قاطعني القادة العرب في قمة بيروت وكنت قد اخبرتك كيف لبى دعوتي ولم يكن حضوره مجرد حضور رئيس جمهورية فقط بل وقف بجنبي وساعدني في محنتي مع الرؤساء العرب وبكل المواقف في الاجتماعات كان بجنب المقاومة و لبنان المستقل والحر، لان الرجل يملك قناعة ان هذا‮ هو‮ الخط‮ الذي‮ يعيد‮ الارض‮ والحرية‮. وأقولها‮ للتاريخ‮ هذا‮ الرجل‮ كان‮ ولا‮ يزال‮ دائما‮ بجنب‮ القضايا‮ العادلة‮ وهو‮ كذلك‮ رجل‮ منصف‮ لأنه‮ يناصر‮ القضايا‮ المحقة‮.‬
المستقبل‮: عرف‮ عن‮ الرئيس‮ بوتفليقة‮ انه‮ لم‮ يحضر‮ الى‮ اي‮ قمة‮ فرنكوفونية‮ ماعدا‮ القمة‮ السابعة‮ التي‮ عقدت‮ في‮ بيروت‮ تحت‮ رئاستكم؟
اميل لحود: اولا كانت علاقتي مع جاك شيراك تتحسن وتسوء بحسب علاقتي مع الشهيد رفيق الحريري. شيراك اراد ان تكون الدورة السابعة للقمة الفرونكفوونية في لبنان وطلب مني شخصيا ان اطلب من بوتفليقة الحضور لانه يعرف انه صديقي وقال لي بالحرف الواحد ان حضور بوتفليقة‮ جد‮ مهم‮ وحضوره‮ يعطي‮ دفعا‮ قويا‮ للقمة‮ لما‮ له‮ من‮ وزن‮. وقد‮ لبى‮ بوتفليقة‮ لي‮ فعلا‮ دعوتي‮ ولم‮ تكن‮ هذه‮ التلبية‮ لمصالح‮ او‮ لحسابات‮ لان‮ الرجل‮ له‮ موقف‮ وبحق‮ للصداقة‮ وعنده‮ كلمة‮.‬
المستقبل: في زيارتك الاولى إلى الجزائر في 2002 التي دامت يومين والتي اعلن فيها عن انشاء لجنة مشتركة حينها وصفت بوتفليقة انه حريص على توطيد وتوثيق العلاقة بين الدولتين ما هو انطباعك الشخصي عن تلك الزيارة وما الذي لفت انتباهك آنذاك؟
اميل لحود: وهذا ما لمسته في زيارتي له في الجزائر وانا هنا لا احدثك على الجانب البروتوكولي بل رجل له محبة صادقة للبنان ولها مكانة خاصة في وجدانه. وانا اذكر جيدا اول ما وصلت الى الجزائر كان بوتفليقة بجنبي والتقينا لقاء الاخوة الاعزاء، حيث دام اول جلوس لنا حوالي 5 ساعات، ثم التقاني في المساء على مادبة العشاء التي اقامها على شرفي وفي اليوم الثاني من الزيارة كان اغلب الوقت بصحبتي وهو ما اعتبره تقديرا واحتراما منه لي وللبنان وحتى في لقائي انذاك برئيس الحكومة ورئيس المجلس الشعبي شعرت بمدى محبتهم‮ للبنان‮ وشعب‮ لبنان‮.‬
‬المستقبل‮: في‮ مؤتمرك‮ الصحفي‮ في‮ الجزائر‮ مع‮ الرئيس‮ بوتفليقة‮ ادنت‮ الارهاب‮ تحت‮ الغطاء‮ الديني،‮ كيف‮ عايشت‮ ازمة‮ الارهاب‮ الاعمى‮ الذي‮ عصف‮ بالجزائر‮ ووقتها‮ كنت‮ قائد‮ للجيش‮ اللبناني؟
اميل لحود: ما حدث في الجزائر لم اتوقعه مطلقا وتفاجأت وصدمت كيف لابناء بلد المليون ونصف المليون شهيد والثورة التي يفتخر بها كل عربي يتقاتلون امام اعين الاعداء، ورايت مشاهد لم تحدث حتى في الحرب الاهلية اللبنانية التي كنت اعتقد انها الاعنف والاخطر وأدركت خطورة الارهاب تحت غطاء الدين عندما واجهت ذلك وانا رئيس للجمهورية في الشمال في احداث نهر البارد او ما يعرف بحركة فتح الاسلام الاصولية، ثم ادركت العبء الذي يواجه الرئيس بوتفليقة وادارته لهذا الملف الذي كاد ان يفتك بالدولة الجزائرية وكنت اشاطره رؤيته‮ الثاقبة‮ في‮ تجسيد‮ المصالحة‮ الوطنية‮ وباركتها‮ آنذاك‮.‬
المستقبل‮: فخامة‮ الرئيس‮ لدي‮ تحفظ‮ كمواطن‮ جزائري،‮ لماذا‮ لم‮ تحضر‮ قمة‮ الجزائر‮ في‮ مارس‮ 2005؟‮.‬
اميل لحود: آه.... قمة الجزائر قد سبقها اغتيال الشهيد رفيق الحريري الذي كان في 14 فيفري وكانت قمة الجزائر في 22و23 مارس، يعني كان البلد على كف عفريت الحرب الاهلية وانذاك كانوا يهددون باقتحام القصر الجمهوري حينها قلت لهم ستجدوني في اول دبابة، ولو حضرت قمت الجزائر لكانوا يقولون بانه هرب ومنه يجدون حجة وذريعة للهجوم على القصر الرئاسي. ولو اقتحموه حتما ستندلع حرب أهلية، لذا اتصلت بالرئيس بوتفليقة وقدمت له اعتذري وشرحت له الموقف وهو رجل جد متفهم وكان على علم بما يحدث في لبنان وكنت جد متحسر على عدم حضوري‮ في‮ اول‮ قمة‮ يترأسها‮ الرئيس‮ بوتفليقة‮ الذي‮ قدم‮ لي‮ وللبنان‮ الكثير‮ بل‮ كنت‮ أتوق‮ للقائه‮ ولزيارة‮ الجزائر‮ ثانية‮.
المستقبل‮: في‮ قمة‮ بيروت‮ قلت‮ مبادرة‮ السلام‮ العربية‮ لا‮ بديل‮ عنها‮ بعد‮ أن‮ حاصرك‮ الحكام‮ العرب‮ على‮ بند‮ عودة‮ اللاجئين‮ مما‮ جعلهم‮ يقاطعونك‮ في‮ جلسة‮ العشاء،‮ هل‮ مازلت‮ بنفس‮ القناعة؟‮
اميل لحود: انا اقول المبادرة الاساسية التي اخذت اربع ساعات حوارت ساخنة حيث فرضت بقوة وادرجت البند الرابع وهو حق العودة، لكن في ظل تجاهل الطرف الاسرائيلي للمبادرة العربية هل برايك نذهب ونترجاهم ونقول لهم تعالوا نصنع سلام؟.. انا مقتنع بهذا البند، لكن المبادرة العربية التي مر عليها 7سنوات هم من رفضوها ومنه لابد ان نكون أقوياء حتى نستعيد حقوقنا، لأن اسرائيل لا تعرف الا منطق القوة، وهي تلعب على إبقاء الوضع على حاله والمراهنة على تضييع أكبر وقت ممكن وتكريس المعاناة اليومية للفلسطينيين والمنطقة برمتها.
يتبع‮ في‮ الحلقة‮ القادمة‮


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.