وصلت الروائية العراقية إنعام كجه جي الى الجزائر أمس للمشاركة في المعرض الدولي للكتاب في طبعته الرابعة عشرة. وستتناول في محاضرة ''الروائيات العربيات اليوم'' تجربتها في مجال الكتابة الادبية وهذا بقاعة القدس كما ستوقع بيعا بالإهداء لروايتها الحفيدة الامريكية التي صدرت عن منشورات البرزخ في إطار طبعة مغاربية مشتركة بين منشورات البرزخ الجزائرية ودار الجديد اللبنانية حسب ما صرحت لنا سلمى هلال مديرة منشورات البرزخ. ختيرت الترجمة الفرنسية لرواية ''الحفيدة الأمريكية'' للصحفية والكاتبة العراقية إنعام كجه جي المقيمة في باريس ضمن أفضل 30 رواية نالت اعجاب اصحاب المكتبات في فرنسا من مجموع 659 رواية زخر بها الموسم الادبي الفرنسي الحالي. وتم الاعلان عن لائحة الكتب الثلاثين التي انتخبها اصحاب المكتبات الفرنسية، الذين عادة ما يكرسون عطلتهم الصيفية لقراءة الاعمال الادبية الجديدة وكانت الطبعة الأُولى من ''الحفيدة الأمريكية'' صدرت العام الماضي عن ''دار الجديد'' في بيروت واختيرت ضمن القائمة القصيرة لجائزة ''بوكر'' العربية التي فازت بها رواية ''عزازيل'' للمصري يوسف زيدان. تبع ذلك صدور طبعتين عن الدار نفسها وطبعة رابعة تصدر قريباً عن منشورات "البرزخ'' في الجزائر وتكون مخصصة للتوزيع في المغرب العربي. أما الترجمة الفرنسية فصدرت عن دار ''ليانا ليفي'' في باريس بعنوان ''إذا نسيتك يا بغداد'' وأنجزها المصريان علا مهنا وخالد عثمان. ومن المقرر ان تخرج الرواية قريبا بالانجليزية عن دار ''بلوزدري'' البريطانية. وتعكف إنعام كجه جي حاليا على كتابة رواية ثانية حول موضوع تشتت العائلات العراقية وانتشار قبور العراقيين في أرجاء العالم حيث يمكن ان يكون الاب مدفونا في البصرة والام في السويد والعم في نيوزيلندا بسبب الحروب والمنافي والقمع السياسي الذي سبق. غير انها تقول ان تناولها لهذا العمل مثل تناولها للاول ''لا يغيب عنه الامل الذي يطل دائما من خلال اليأس''. رواية الكاتبة العراقية إنعام كجَه جي ''الحفيدة الأمريكية'' تلامس بحسّ مرهف رائع مسألة الهوية هذه لكن بهدف إضفاء المعاني الجديدة عليها. فهي تتناول في روايتها حالة شابة عراقية أمريكية على مشارف الثلاثين، جاءت إلى مسقط رأسها العراق بعد غياب خمسة عشر عاماً لكن في إطار مهمّتها كمترجمة في صفوف جيش الاحتلال الأمريكي. الشابة زينة بهنام المولودة من أم كلدانية من عائلة الساعور ومن أب أشوري من عائلة بهنام تعود إلى حضن جدّتها لوالدتها رحمة، ذات اللهجة الموصلية المولدة في بيخال، والتي تجاوزت الثمانين. وما عايشته البطلة زينة، أو الحفيدة الأمريكية، خلال مهمتها في العراق التي بدأت من ماي العام 3002 ولغاية مارس 8002 ، لم يكن صراعاً على الهوية، أي ما إذا كانت عراقية أم أمريكية. إذ يبدو من خلال منطق الرواية وأحداثها أن زينة الشابة، الممثلة لعشرات الآلاف من العرب المجنسين في أمريكا، والمنتمين إلى الجيل الثالث من المهاجرين، قد حسمت هذا الصراع، لتعيش نوعاً من الشجن الناتج عن مفاعيل ''الهويات القاتلة''. وهو شجن نجحت كجه جي في إبرازه من خلال البناء الروائي القائم على عمودين إذا ما جاز التعبير: الأول ينطوي على علاقة الجدّة الحفيدة، فيما ينطوي الثاني على الاتجاه المعاكس لزمن الهجرة من العراق وزمن العودة إليه. أحمد.ج