الكاتبة العراقية المقيمة في باريس إنعام كجه جي استضافت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتنسيق مع منشورات "البرزخ" الكاتبة العراقية المقيمة في باريس إنعام كجه جي أمس الأول بفيلا عبد اللطيف في لقاء نشطه الروائي محمد صاري، حيث قدمت خلفية روايتها"الحفيدة الأمريكية" التي لاقت رواجا كبيرا في الأوساط الأدبية ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية وصدرت في طبعة جزائرية عن منشورات "البرزخ". أكدت أنعام كجه جي في لقائها مع "الشروق" بأنها لجأت إلى الرواية في وقت متأخر عن طريق الصحافة التي مارستها أزيد من 40 سنة، ولما ضاقت بها المهنة في التعبير عن مأساة وطنها لجأت إلى الرواية، وفي هذا تقول: "بعد انهيار بغداد شعرت بمسؤولية الأم في الحفاظ على ذاكرة شعبها، فهي تترك في جهاز ابنتها شيئا يذكر كيف كان العراقي يعيش". وأوضحت إنعام بأن شخصيات عملها وكل أعمالها واقعية واستغلتها في سياق أحداث الراوية لتقول الجرح العراقي، مستنده في ذلك إلى خبرتها كإعلامية: "علمتني الصحافة الدقة والموضوعية، لكننى في الرواية قررت منذ البداية أن لا أكون محايدة، لأنه من الصعب جدا أن نكون محايدين تجاه وطن". وفي سياق متصل أخبرتنا الكاتبة المقيمة في باريس بأن ترجمة روايتها إلى الفرنسية ساعدها كثيرا في تقديم نفسها للقارئ الغربي والفرنسي تحديدا: "القارئ الفرنسي يبحث عن اكتشاف ذائقة جديدة ومجالات أخرى غير معروفة لأنه ملّ من الأعمال الفرنسية التي استهلكت نفسها، لذلك نجد الكتاب المغتربين من المغرب والمشرق يصلون إلى أرقى الجوائز الفرنسية ويحصدون البوكر". وبرغم الإقبال الكبير على روايتها في فرنسا وترشيحها مؤخرا من قبل مستشارة مؤسسة الإمارات للترجمة أهداف السويف لتكون ضمن قائمة أفضل الكتب العربية التي تعاقدت مع دار بلومز بري للترجمة للأنجليزية لكنها "لا تراهن كثيرا على الترجمة ولا تسعى إليها، لأن هدفها الحقيقي هو القارئ العربي". صاحبة "الحفيدة الأمريكية" التي تعايش جرح العراق من خارج الوطن تبدو متشائمة بشأن مستقبل العراق: "من الصعب أن يعود العراق لما كان عليه سابقا، الاحتلال دمر كل شيء والحرب وصلت إلى حد الفصل بين الأشقاء وخلق زلزال داخل الأسرة الواحدة بين مؤيد ومعارض للاحتلال الأمريكي، قد لا تكون الحرب الأهلية في العراق انتهت، لكنها الآن فقط بدأت، فالاحتلال أيقظ شياطين الطائفية النائمة". إنعام كجه جي التي لا تحتاج إلى تأكيد هويتها من خلال رواية، لأنها عاشت دائما عراقية ومنسجمة مع نفسها، لكنها تؤكد على أن روايتها هي رواية الصراع والشرخ العراقي "عندما لم تعد الصحافة كافية للتعبير عن مأساة حضارة كاملة دمرها الاحتلال، صحيح أن صدام كان دكتاتورا، لكن أن يكون ثمن الإطاحة به هو دمار العراق، فهذا قاس جدا على شعب عرف بالجدية والحزم، لكن الحرب جعلته من أشد الشعوب ميلا إلى النكتة، لأن الدمار وانغلاق الأفق لم يتركا مكانا لقيم الشعب العراقي".