تتواصل الى غاية بعد غد الإثنين فعاليات المهرجان الثقافي الدولي الأول للموسيقى السيمفونية بالجزائر العاصمة، والذي افتتح يوم الأربعاء الماضي بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي ببرنامج متنوع قدمته الفرقة السيمفونية الوطنية والجوق المرافق لها من خلال وصلات موسيقية من روائع الموسيقى الكلاسيكية . ومن أهم فعاليات هذا المهرجان المحاضرات التي برمجت بالمعهد الوطني العالي للموسيقى والتي افتتحها أحمد القرفي الأستاذ الباحث في الموسيقى من جامعة سوسة، وتطرق من خلال موضوع محاضرته '' الموسيقى السيمفونية والتجارب العربية '' للعديد من النقاط المهمة أبرزها أن الأغنية تحظى بالأولية على الموسيقى الصرفة بمشهدنا العربي، وأرجع ذلك لاعتماد مجتمعاتنا على الثقافة الشفوية في تداول موروثنا الفني، مؤكدا ان الوضع تغير مع مر السنين وتحديدا من القرن العشرين أين بدأ الاهتمام بالتأليف الآلي وامتد الى قوالب غير عربية او شرقية مثل موسيقى الحجرة والسيمفونية والبالي، وذلك بسبب تنوع وظائف الموسيقى والتحولات الداخلية لصيغ التأليف الموسيقي والتغيرات الجذرية في بنية الاستماع، مؤكدا من خلال مداخلته الاكاديمية ان الموسيقى العربية العالمية يمكن أن تساهم في الكتابة الموسيقية العالمية وأن تتوجه للآخر بمفردات جديدة في صلب قوالب التعبير الفني التي لم تعد ملكا للغرب وحده منذ أن ساهمت في إنمائها كثير من الشعوب ومن القوميات . تتواصل المحاضرات بالمعهد العالي كما تتواصل السهرات الموسيقية بالمسرح الوطني وستحييها اليوم الفرقة الموسيقية اليابانية والروسية وغدا الكورية والنمساوية، علما ان حفل الاختتام المقرر لسهرة يوم الاثنين القادم سيكون من خلال اوركسترا متعدد الجنسيات بقيادة المايسترو الالماني جون موريتز اونكن . وتجدر الاشارة الى ان حفل الافتتاح كان بقيادة المايسترو الجزائرية زهية زيواتي حيث تابع خلاله الحضور ما قدمه الموسيقيون التابعون للأوركسترا السيمفونية الجزائرية بإعجاب كبير واستمتعوا بصوت كاترين مناندازا من فرنسا التي رافقت الجوق الموسيقي بقصائد غنائية جميلة . من جهته، أكد محافظ المهرجان عبد القادر بوعزارة خلال ندوة صحفية عقدت عشية افتتاح هذا الحدث الثقافي أن هذه التظاهرة '' تسعى لإبراز المستوى الذي حققته الموسيقى العالمية سواء في الجزائر أو خارج الحدود ''. وأضاف أن '' هذا المهرجان يندرج في إطار تعزيز المعرفة والاهتمام الذي يوليه مواطنونا للموسيقى العالمية، ويعتبر في نفس الوقت تكريسا للجهود التي بذلت لحد الآن لترقية هذه الموسيقى ''. يشارك في هذا المهرجان الأول من نوعه في الجزائر الذي ينظم تحت شعار '' ثقافة وتبادل وتقارب '' فرق سينفونية من 12 بلدا أوروبيا وعربيا من بينها الجزائر . كما يتضمن برنامج التظاهرة ندوات موضوعاتية وحفلات تخصص لتكريم أسماء وطنية بارزة عملت على تطوير وترقية هذا النوع من الموسيقى في بلدنا منها عبد الوهاب سليم، شريف قرطبي وآخرين .