أفادت مصادر حكومية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد كلف الوزير الأول، أحمد أويحيى، بتسريع إنشاء المجلس الاستشاري للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، وطلب تقريرا عن مدى تقدم التحضيرات لتنصيب المجلس قبل لقاء موسع مع إطارات الأمة لم يحدد تاريخه بعد. وتفيد أنباء عن بعض العراقيل التي قد تجدها وزارة الخارجية، سيما في البحث عن التمثيل الموسع للمجلس بشكل يحترم تواجد الجالية الجزائرية في الخارج حسب عددها ومدى تأثيرها، مع الإشارة أنه سبق أن أعلن وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية بالخارج، جمال ولد عباس، الذي يشرف على عملية التحضير، عن تنصيب المجلس الاستشاري للجالية الوطنية المقيمة بالخارج خلال شهر جانفي الماضي، وأكد أن المجلس الوطني للجالية سيضم 89 عضوا بينهم 56 يمثلون الجالية الوطنية بالخارج في مختلف المناطق، و33 عضوا يمثلون الوزارات والهيئات العمومية، بهدف تسهيل التشاور ووضع إطار يكون أداة إصغاء للكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج، وتحسين الخدمات الموجهة للرعايا الجزائريين المقيمين في الخارج، خاصة الحماية القنصلية. وعبرت أحزاب مشاركة في الحكومة عن مخاوف من توجه التشكيل الجديد لأن يكون امتدادا لحزب الغالبية، جبهة التحرير الوطني، والوزير جمال ولد عباس أحد كبار قادة الحزب (الأفلان)، كما أن الاسم المقترح لرئاسته أيضا من كبار قادة جبهة التحرير، ويتعلق الأمر بسفير الجزائر السابق لدى مالي، عبد الكريم غريب. وتقوم الوزارة، في الوقت الحالي بإعداد دراسة حول عدد الرعايا الجزائريين المقيمين في الخارج، والذين قدرتهم بما بين خمسة إلى سبعة ملايين مهاجر، 1,6 مليون منهم فقط مسجلون على مستوى السفارات والقنصليات في الخارج، حسب الوزير، ولكن بطء عمل وزارة جمال ولد عباس، لأسباب واقعية تتعلق بعدم تمكنها الكامل من الأمور القنصلية، جعل الرئيس بوتفليقة يضيف إلى وزارة التضامن والجالية الوطنية بالخارج، وزارة الخارجية، كشريك أساسي في التحضير لتأسيس المجلس الاستشاري للجالية، ويعني القرار إلغاء تفرد مفترض من الوزير جمال ولد عباس في تحضير الجلسات ومعايير الانتخاب. وصدر في الجريدة الرسمية المرسوم الرئاسي المحدد والمتضمن استحداث المجلس الاستشاري للجالية الوطنية، أعضاؤه يمثلون إدارات ومؤسسات الدولة من بينها وزارات الدفاع الوطني والشؤون الخارجية والداخلية والعدل والمالية والتجارة والشؤون الدينية والاستثمار والمجاهدين والتربية، إلى جانب خمس شخصيات يعينها رئيس الجمهورية من بين الوجوه المشهود لها بالكفاءة والالتزام بالمسائل ذات الصلة بالجالية الوطنية بالخارج. ويظهر دور وزير التضامن منفردا فقط، في اقتراح اسم أثناء تعيين رئيس المجلس الاستشاري، حسب المادة التاسعة من المرسوم، لكن القرار الأخير في يد رئيس الجمهورية. أما كيفية المشاركة في الجلسات الوطنية وتنظيمها وكذا معايير انتخاب أعضاء المجلس، أضاف المرسوم وزير الخارجية، كجهة ثانية تشترك مع وزارة التضامن والجالية، وحدد مقر أمانة المجلس على مستوى هذه الأخيرة، أي وزارة التضامن. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد التزم باستحداث مجلس يناط أساسا بالسهر على مصالح الجالية الجزائرية بالمهجر والحفاظ على العلاقات مع البلد الأم.