كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبدالله غلام الله أمس، عن الانتهاء من جميع الدراسات الخاصة بالمسجد الكبير المعروف باسم جامع الجزائر، وقال إن الدراسة ''أصبحت جاهزة تماما، ونحن الآن بصدد انتظار الإشارة الخضراء، للانطلاق في الأشغال''. وبخصوص ميزانية المشروع، قال الوزير، الذي كان يتحدث للصحافة على هامش افتتاح الندوة الشهرية الختامية المنظمة بدار الإمام لفائدة الأئمة، ''إنها تبقى معقولة''. ويشار إلى أن التقديرات بخصوص تكلفة المشروع تشير إلى أنه سيستهلك حوالي 4,1 مليار دولار أمريكي. وتجدر الإشارة إلى أن وكالة إنجاز جامع الجزائر الكبير وتسييره، كانت قد أطلقت مناقصة وطنية ودولية لإبداء الرغبة في إنجاز هذا المشروع، وأوضحت الوكالة أن الأمر يتعلق بإطلاق مناقصة لإبداء الرغبة لانتقاء مسبق للمؤسسات لتتمكن من الاكتتاب لانجاز هذا المشروع في بلدية المحمديةبالجزائر العاصمة. وتتعلق هذه المناقصة بمؤسسات البناء التي تتقدم بصفة فردية أو جماعية وقادرة على انجاز المشروع وتسليمه وفقا للشروط المحددة في ملف التنفيذ. وتم اشتراط معايير صارمة من قبل الوكالة، في المؤسسات التي تترشح للمناقصة، حيث اشترطت أن تكون مصنفة في الفئة التاسعة على الأقل حسب التصنيف الجزائري. كما يجب أن تتوفر على عدد ثابت يفوق 2000 عامل. وفيما يخص الإمكانات المالية للشركة، فيجب أن يفوق رقم أعمالها السنوي مليار يورو، فضلا عن اشتراط تجربة عامة للمؤسسة المترشحة تقدر ب 20 سنة على الأقل، وأن تكون أنجزت في العشرية الأخيرة ثلاثة مشاريع كبرى على الأقل، على مساحة تقدر ب 200 ألف متر مربع على الأقل، وبتكلفة 500 مليون يورو على الأقل. ومراعاة للطبيعة الزلزالية لمنطقة الجزائر العاصمة، تم اشتراط استفادة المؤسسات المترشحة، من خبرة في مجال إنجاز هذا النوع من المشاريع، في المناطق ذات النشاط الزلزالي الكبير. ويشار إلى أن الجامع يسع 120 ألف مصل. ويشتمل على مراكز عرض ومكتبات وقاعات مجهزة بتقنيات الإعلام الآلي، ومبان إدارية وحظيرة سعتها 4000 إلى 6000 سيارة. ومساحات خضراء وفضاءات مائية مهيأة على مساحة قدرها 10 هكتارات. ------------------------------------------------------------------------ توعدهم غلام الله بالعقاب ووصفهم بفاقدي الروح الوطنية أئمة يرفضون الوقوف لتحية النشيد الوطني في حضرة الوزير! شهد أمس افتتاح الندوة الشهرية الختامية لصالح الأئمة بدار الإمام، حادث غريب أربك وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله وإطارات الوزارة، عندما تفاجأ الجميع لرفض بعض الأئمة الجالسين في الصفوف الأمامية بقاعة المحاضرات بدار الإمام الوقوف لتحية النشيد الوطني، بحجة أنها بدعة، الأمر الذي أثار مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر مساعدي لزهاري، معتبرا أن هؤلاء الأئمة أساؤوا إلى رمز من رموز الدولة وعلى مسمع ومرأى وزير الشؤون الدينية والأوقاف. وأربك هذا الموقف القاعة بعدما أبدى رئيس المجلس العلمي بمديرية الشؤون الدينية للعاصمة عمار طالبي استنكارا شديد اللهجة لهؤلاء الأئمة قائلا ''ما نلاحظه اليوم عجيب ولا يقوم على أي سند شرعي ولا فتاوى السلف الصالح... وليأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين''، ونعت ذات المتحدث تصرفهم ب ''الغباء'' وعدم فهم الدين، مضيفا أن هذه الأفكار لا تهدف لشيء سوى لزعزعة روح المواطنة في قلوب الجزائريين والتفرقة بينهم، قائلا ''يريدون ''لبننة'' الجزائر وتقسيمها إلى طوائف''، ويقصد بذلك دولة لبنان، واصفا هذه الأفكار بالشاذة الغريبة عن ثقافة الشعب الجزائري. وتوعدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمام الصحفيين الأئمة الذين استخفوا بالنشيد الوطني، معتبرا في تعليق له على الحادث أن هذه الأفكار مستوردة من مذاهب أخرى وحتى من الغرب، مؤكدا أن هذه الأفكار لا تمت بأي صلة للدين الإسلامي، تهدف بالأساس إلى توجيه الشباب نحو أفكار لا تخدم المجتمع.