اتهم الحوثيون التحالف السعودي الإماراتي بشن غارات مكثفة في خرق لوقف إطلاق النار المعلن من جانبه، وأكدوا أنهم صدوا بالتزامن هجومين للجيش اليمني في محافظتي مأربوالجوف، محذرين من تبعات ما وصفوه بالتصعيد الخطير. فقد أعلن المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع أن طائرات التحالف السعودي الإماراتي شنت السبت 25 غارة، منها 23 غارة خلال ساعة واحدة في مأرب، دعما للقوات الحكومية في مديرية صرواح غربي المحافظة الواقعة شرق صنعاء.وتحدث سريع عما سماه تصعيدا خطيرا من قبل التحالف، قائلا إنه ستكون له تبعات على التحالف، وإن عليه تحمل نتائج التصعيد.وأكد المتحدث العسكري الحوثي أن قواتهم صدّت -بالتزامن مع الغارات- ما وصفه بزحف القوات الحكومية على مواقع الحوثيين في صرواح بمأرب، وفي مديرية "خب والشعف" في محافظة الجوف المتاخمة لمأرب في شمال شرق اليمن، وتحدث عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات المهاجمة.وكان التحالف السعودي الإماراتي قد أعلن عن سريان هدنة من جانب واحد لمدة أسبوعين بداية من الخميس، وقال إن الهدنة تعد استجابة لدعوة الأممالمتحدة لوقف القتال من أجل فسح المجال للجهود الدولية لمنع تفشي وباء كورونا في اليمن، ولتهيئة الأجواء أمام تسوية محتملة تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. بيد أن جماعة الحوثي اتهمت التحالف بشن غارات بُعيد سريان الهدنة، وتحدثت عن عمليات عسكرية برية وجوية الخميس في عدة محاور، خاصة في محافظة حجة المرتبطة بحدود برية مع السعودية.وفي تصريحات سابقة للجزيرة، اتهم قياديون حوثيون التحالف بالمناورة وبعدم الرغبة في إحلال السلام، وقالوا إن إعلان الرياض عن هدنة جزئية مع استمرار الحصار يعني استمرار الحرب.وكانت السعودية والإمارات والولايات المتحدة والجامعة العربية قد دعت الحوثيين للتجاوب مع الهدنة التي أعلنت عنها الرياض.من جهته، قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إنه أطلع جميع الأطراف على مقترحات بشأن وقف إطلاق النار والإجراءات الاقتصادية والإنسانية للتخفيف من معاناة اليمنيين، وحَثَّهم على قبولها من دون تأخير لبدء عملية سياسية رسمية.كما قال غريفيث إن الاتفاقات المقترحة متوازنة، وتمثل حزمة واقعية وشاملة لاتخاذ خطوة تاريخية نحو السلام. تطورات ميدانية وفي تطورات عسكرية أخرى على الساحة اليمنية، قال مصدر عسكري يمني إن الحوثيين سيطروا السبت على منطقة "الخنجر" الصحراوية في مديرية "خَبْ والشَعف" بمحافظة الجوف.وأضاف المصدر أن الحوثيين شنوا هجوما على هذه المنطقة الواقعة في صحراء الربع الخالي، بين منطقة "اليَتَمَة" القريبة من الحدود مع السعودية ومحافظة مأرب.ولم يعلن الحوثيون سيطرتَهم على معسكر الخنجر، في حين قال المركز الإعلامي للجيش اليمني إن قواته صدت هجوما للحوثيين على المعسكر بدأ مساء الخميس وانتهى فجرَ الجمعة.كما قالت مصادر عسكرية يمنية إن قوات الجيش الوطني صدت هجوما للحوثيين في منطقة "قانية" بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، ونجحت في السيطرة على مواقع أخرى.وأضافت المصادر أن اشتباكات اندلعت في المنطقة الواقعة على الطريق الوحيد الواصل بين صنعاء والمحافظات الشرقية، وأن الحوثيين استغلوا غياب سلاح الجو للدفع بتعزيزات كبيرة إلى جبهات القتال في محافظة البيضاء. من جهة أخرى، قالت مصادر محلية إن منزل زعيم قبلي بارز في محافظة مأرب تعرض لهجوم صاروخي مساء السبت، وإن المعلومات الأولية تشير إلى عدم سقوط ضحايا. وأضافت المصادر أن منزل الشيخ علي بن حسن بن غريب في منطقة آل شبوان تعرض لهجوم بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون، بينما قالت مصادر أخرى إن الهجوم تم بطائرة مسيّرة ملغومة تابعة للحوثيين. وأضافت المصادر أن الشيخ بن غريب يعتبر أحد أبرز قيادات المقاومة الشعبية المناوئة للحوثيين في محافظة مأرب.