سكان حي المجاهدين – 152تجزأة ترابية – بعين الحجل ، لايزالون يعيشون في مناطق الظل بالجزائر الجديدة ، يبحثون عن رؤية حُلُم في الواقع ، مثلهم مثل سكّان المدن : حلم الحصول على الكهرباء والإنارة العمومية ، الطرقات المعبّدة ، والعيش في ظروف أحسن ، وغيرها من برامج التّنمية التي لازالت وعودا على ورق برامج مخططات لم تنفّذ من عديد المسؤولين الذين تعاقبوا على المجالس البلدية في أغلب ولايات الوطن ، وتصريحات لم ترفع الغبن عن ساكنة أحياء وُسِمت ب" مناطق الظلّ" أثناء مشاهدة شريط وثائقي عبر قناتي النهار والبلاد يلقي الضوء على أوضاع المواطنين في حي من أحياء مدن الجزائر العميقة وبالضبط في عين الحجل ولاية المسيلة ، والاطلاع على الواقع المزري في الأماكن المعزولة التي تضمّ مجمعات سكنية تعيش الحِرمان ، بعيدة عن أعين المسؤولين ، وخارج إطار اهتماماتهم اليومية ، بالمحصِّلة " أحياء بلا كهرباء ولا غاز ولا طرقات ، تُخفِي معالم العيش على الهامش والاقصاء بكلّ معانيه. طرقات بحاجة إلى تهيئة وتزفيت تعيش أزيد من 300 عائلة ب " حي المجاهدين " بالقرب من العيادة المتعددة الخدمات فرانس فانون بعين الحجل ولاية المسيلة ، الحرمان من مختلف مشاريع التنمية المحلية التي تتماشى وحاجياتهم اليومية ، حيث لا غاز ولا كهرباء ولا طرقات ، رغم قربهم الشديد من أهم المؤسسات . هذه النقائص لم تكن لتتضح لنا لولا بفريق من الأطفال المتمدرسين ونحن نشق الطريق في يوم تساقط الأمطار ، حيث وجدنا تلاميذ يقطعون الطريق للوصول إلى مدارسهم بوسط مدينة عين الحجل وسط ظروف صعبة محفوفة بالمخاطر وما شد انتباهنا وجعلنا نتقرب منهم ، هو حرمانهم من طرقات لائقة ومعبدة في عز الشتاء ، وبصوت حزين بريء قالوا لما سألناهم عن السر أن حيهم يفتقد لكل ضروريات الحياة ، وهو ما وقفنا عليه في زيارة لهذا الحي الذي يعيش نزلاؤه حياة صعبة ، مقصين من مختلف المشاريع التى لها علاقة مباشرة بالمواطن ، حيث وبمجرد تقربنا من بعض السكان، نزلت علينا الشكاوى كالمطر . اقتناء غاز البوتان أثقل كاهل الأسر ويعدّ غياب شبكة الغاز في ظل البرد القارص التي تعرفه المنطقة مشكلا كبيرا هو الآخر، دفع بسكان الحي إلى الاعتماد على قارورات غاز البوتان ، حتى وإن أثقل ذلك كاهلهم وأفرغ جيوبهم ، ويتساءل السكان حول الأسباب التي حالت دون استفادتهم من مشروع غاز المدينة ، في الوقت الذي تدرك فيه الجهة الوصية وضعهم المزري في ظل غياب هذه المادة الطاقوية. وبنبرة غاضبة قال المشتكون إن مطالبهم لا تخرج عن نطاق تحقيق الضروريات القصوى غير أنه لا أحد من المسؤولين المتعاقبين التفت إلى معاناتهم التي دامت عقودا- منذ 2005 - سكان الحي المعني أوضحوا أنهم سئموا تحمّل مشقة العيش في عصر طغت عليه الرفاهية ، و أكد نزلاء الحي الذي يصنف ضمن الأحياء المهمشة – قرابة 15 سنة - ، أنهم سئموا من مراسلة السلطات المحلية والولائية في كل مرة لكن لا مجيب ، ، كما تم الالتقاء بوسيط الجمهورية ورئيس الديوان بالولاية يدعونهم إلى الالتفات لحيهم سيما في ما تعلق بالمطالبة بتعبيد وتزفيت الطرقات الترابية ، حيث يصعب التنقل بوسط الأوحال والحفر التى تكتسي الشوارع الغارقة هذه الأيام في مياه الأمطار الأخيرة ، ولعل ما يؤزم حياة السكان ويزيدها معاناة في هذا الفصل البارد ، حرمانهم من توصيلات ومد شبكات الغاز الطبيعي أين أكد السكان بنبرة استياء شديدة أنهم يضطرون في هذا الطقس البارد إلى التنقل إلى مركز تعبئة غاز البوتان بمخرج المدينة من أجل الحصول على قارورات الغاز بسبب شحها في المحلات ، ولم تنته متاعب السكان في رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان التي ما تزال تطرح في غالبية المناطق بالولاية رغم مرور أزيد من نصف قرن على الاستقلال عند هذا الحد ، حيث عمقها مشكل نقائص أخرى لم تفسح المكان للحديث عن معضلة غياب مختلف المرافق والتجهيزات العمومية ومرافق الترفيه وغيرها من الضروريات التي تحضر في مناطق أخرى وتغيب عن سكان هذا الحي انعدام الإنارة أوقع السكان في الحفر والمعتدين ومما يشتكي منه السكان غياب الإنارة العمومية بالحي ، ما أنعش الاعتداءات على الأشخاص والأملاك ، وما زاد من معاناتهم في ظل التدهور الكبير للطرقات ، حيث كثيرا ما يقعون داخل الحفر والبرك المائية بسبب صعوبة الرؤية ، مشيرين إلى أنهم يلجأون إلى استعمال هواتفهم النقالة لإضاءة الطريق وتفادي الوقوع في الحفر وقطاع الطرق. وذكر المشتكون في معرض حديثهم أن حيّهم يعد من بين الأحياء الأكثر تهميشا بالمنطقة ، فالطرقات ترابية والسكان يسعون وراء توفير قارورات غاز البوتان التي تعد الشغل الشاغل للسكان ، وأضاف محدثونا أن حيّهم لم يتغير فيه شيء منذ الاستقلال متسائلين عن نصيبهم من التنمية ، مطالبين بالتفاتة جادة ، لاسيما وأن حيّهم يبدو دون مستقبل تنموي في ظل غياب أي مبادرة من شأنها رفع التهميش عن المنطقة التي تقع على بعد أقل من 1.5 كم من مركز مدينة عين الحجل .