يعيش سكان حي بن واضح ببلدية حمادي، جنوب ولاية بومرداس، حالة من الإقصاء والتهميش جراء غياب كل مظاهر التنمية، حيث لا غاز ولا نقل ولا مركز صحي ولا طرقات معبدة، مطالبين المسؤول الأول عن البلدية بتجسيد وعوده التي كان قد قطعها خلال الحملة الانتخابية قبل أن يخرجوا عن صمتهم. وحسب السكان الذين تحدثوا مع"الحوار"، فإن النداءات المتكررة التي وجهوها للجهات المسؤولة لم تحمل على محمل الجد ولم يستجب لها، وكأنهم – كما قال البعض- " سكان من الدرجة الثالثة أو أكثر"، متهمين المنتخبين، وعلى رأسهم رئيس البلدية بانتهاج سياسة الإقصاء والتهميش واللامساواة في توزيع المشاريع التنموية.
* طرقات بحاجة إلى تهيئة وتزفيت وأكد سكان الحي أنهم ضاقوا ذرعا من الحالة الكارثية التي تعرفها طرقاتهم، حيث أنهم يعيشون معضلة حقيقية خلال فصل الشتاء بمجرد سقوط أولى قطرات المطر لتتحول الطرق إلى برك ومستنقعات وأوحال يصعب عليهم، راكبين كانوا أو راجلين، استعمالها. أكثر من هذا فحتى البالوعات تمتلئ بالأوحال التي تجرفها المياه ما يؤدي إلى الإنسداد، لتتحول معظم الشوارع إلى بِرك مائية يصعب السير بها. ولم يخف السكان تذمرهم وسخطهم الشديدين جراء الوضعية السيئة التي آل إليها الحي مؤخرا، بعد اجتياح كميات هائلة من الأوحال، والتي امتزجت بمياه الأمطار المتساقطة وغطّت جميع الطرقات الثانوية المؤدية إلى السكنات، كاشفين بأن طرقاتهم لم تستفد من أي مشروع من مشاريع التهيئة الحضرية ولم تعبد منذ سنوات.
* انعدام الإنارة أوقع السكان في الحفر والمعتدين ومما يشتكي منه السكان غياب الإنارة العمومية بالحي، ما أنعش الاعتداءات على الأشخاص والأملاك، وما زاد من معاناتهم في ظل التدهور الكبير للطرقات، حيث كثيرا ما يقعون داخل الحفر والبرك المائية بسبب صعوبة الرؤية، مشيرين إلى أنهم يلجأون إلى استعمال هواتفهم النقالة لإضاءة الطريق وتفادي الوقوع في الحفر وقطاع الطرق. * مرضى بلا مستوصف يعد مشكل انعدام مستوصف بالحي من أهم النقائص التي حوّلت يومياتهم إلى جحيم، حيث يضطر المرضى وأهاليهم إلى التنقل لمقر البلدية حمادي من أجل تلقي العلاج أو نحو المؤسسة الجوارية بخميس الخشنة مقر الدائرة في ظل نقص وسائل النقل الرابطة بين المنطقتين وفي ظروف جد صعبة، الأمر الذي زاد من متاعب المرضى، والذين أصبح البعض منهم يفضل تحمل المرض على مشقة الطريق الطويلة، مثلما جاء على لسان أحد القاطنين بالحي، والذي يؤكد أن الأمر أصبح يشكل معاناة كبيرة بالنسبة للكبار في السن، في ظل غياب مستوصف على مستوى حيّهم، حيث تساءل السكان عن سبب تهميش حيّهم والتأخر في فتح مستوصف رغم الكثافة السكانية المعتبرة التي يشهدها الحي. * تلاميذ يقطعون مسافة طويلة مشيا على الأقدام ويكون غياب متوسطة بالحي معضلة حقيقية يعيشها السكان والتلاميذ على حد سواء، حيث أجبر ذلك التلاميذ على قطع مسافات طويلة لأجل الوصول إلى متوسطة وسط المدينة، والتي تبعد عنهم بكيلومترات، وسط مسالك صعبة. ومازاد من خوف الأولياء على أبنائهم الغياب التام للأرصفة، مما قد يعرض حياتهم للخطر بسبب مرور المركبات بمختلف أحجامها. أكثر من هذا، فقد أبرز السكان مخاوف أبنائهم من التنقل في الصباح الباكر وسط الظلام الذي يخيم على الحي بسبب نقص الإنارة العمومية، واصفين الظروف التي يتنقل فيها أبناءهم من أجل الدراسة بالمزرية والصعبة، ما قد يؤثر على تركيز التلاميذ الذين أصبح تفكيرهم منصبا حول مخاطر الطريق وبعد المسافة. * اقتناء غاز البوتان أثقل كاهل الأسر ويعدّ غياب شبكة الغاز في ظل البرد القارص التي تعرفه المنطقة مشكلا كبيرا هو الآخر، دفع بسكان الحي إلى الاعتماد على قارورات غاز البوتان، حتى وإن أثقل ذلك كاهلهم وأفرغ جيوبهم. ويتساءل السكان حول الأسباب التي حالت دون استفادتهم من مشروع غاز المدينة، في الوقت الذي تدرك فيه الجهة الوصية وضعهم المزري في ظل غياب هذه المادة الطاقوية. بومرداس: نصيرة. ح