حث الداعية الإسلامي عمرو خالد أمس بالجزائر العاصمة الأئمة والدعاة على الابتعاد عن التشدد والتعنت في معاملاتهم مع الناس خاصة لدى توجههم الى فئة الشباب. فأمام جمع من الأئمة و المرشدات الدينيات و في محاضرة بدار الإمام تمحورت حول "صفات الإمام والداعية المؤثر" ركز الداعية عمرو خالد على الفرق الكبير الموجود بين الإمام الذي يجعل من إقامة الحجة على الناس شغله الشاغل و ذلك الذي يجعل من محبة الناس سبيلا للوصول الى قلوبهم و عقولهم. و دعا عمرو خالد الأئمة و الدعاة الى "الابتعاد عن الطبيعة المتجهمة التي قد تؤدي الى فقدان العاطفة و التركيز بدل ذلك على كسب ثقة الناس الشباب منهم على وجه الخصوص" و هو الأمر الذي من شأنه -- كما قال -- دفع الشباب الى الرجوع الى جادة الصواب و التوبة عما اقترفوه من آثام و أخطاء. و من بين أهم ما يجب على الإمام أو الداعية انتهاجه و السير عليه -- يضيف عمرو خالد -- "التيسيير و التدرج في الخطوات و البحث عن كيفية الخروج من دائرة الحرام تدريجيا مع التحلي بالصبر و تقدير وضع الناس" مشددا في ذلك على ضرورة عدم قطع طريق التوبة أمامهم بإصدار أحكام نهائية بعيدة عن المرونة و غير قابلة للنقاش. و حتى يكون الإمام على معرفة و دراية بواقع الشباب "يتعين عليه أن لا يكون بعيدا عما يجول في خواطرهم و خلدهم فيما يتعلق بكل مجالات الحياة" يوضح ذات المحاضر الذي لا يرى حرجا في أن يقوم الإمام مثلا بتصفح مواقع الإنترنيت التي تحظى باهتمامهم و أن يضع نفسه في مكان هؤلاء حتى يكون في موقع يستطيع منه مخاطبتهم بلغة يفهمونها و يقتنعون بها. و كنقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها يبرز فقه الاختلاف الذي يعد "انعكاسا لغنى الشريعة الإسلامية و نقطة قوة فيها" كمصدر آخر يتعين على الإمام النهل منه لتحقيق الأخوة بين المسلمين و الابتعاد عن الفرقة و هو الأمر الذي يحتل الأولوية من وجهة نظر الداعية عمرو خالد. و لنفس الغاية أكد عمرو خالد على أهمية القراءة في تجديد رصيد الإمام أو المرشد و إثراء معارفه داعيا أياهم الى توسيع دوائر اهتمامهم الفكرية و تنويع ثقافتهم حتى يكون بإمكانهم التواصل مع الناس باختلاف توجهاتهم ف"أقوى ما يمتلكه الإمام أو الداعية ليس البلاغة و إنما الأفكار المتجددة" يقول عمرو خالد. و في ختام هذا العرض حث عمرو خالد على تقوية الانتماء للوطن في نفوس الشباب و إبراز القيم العميقة لهذه المسألة موضحا أن "حب الوطن من صميم الإيمان".