قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها تعتزم حث كوريا الشمالية على تحديد مصير اليابانيين الذين خطفوا قبل عشرات السنين وأشارت إلى أن قضية حقوق الإنسان لن تهيمن على محادثاتها في الصين مع بدئها جولة في آسيا تستغرق أسبوعا. وكانت صحف أميركية اعتبرت اختيار كلينتون آسيا أول رحلة لها إلى خارج الولاياتالمتحدة خروجا على ما أرساه وزراء الخارجية السابقون من تقليد بأن تكون أوروبا هي وجهتهم الأولى. وأوضحت كلينتون التي تقوم بأول جولة خارجية لها بصفتها وزيرة للخارجية، أنها ستثير قضية حقوق الإنسان في بكين، ولكنها شددت على اتساع المصالح الأميركية الصينية التي تتضمن كبح جماح البرامج النووية الكورية الشمالية والتغير المناخي والأزمة المالية العالمية. وستلتقي كلينتون في زيارتها لطوكيو -وهي أول محطة لها في جولة تزور فيها أيضا جاكرتا وسول وبكين- مع عائلات اليابانيين المخطوفين وهم الأشخاص الذين خطفوا من بلداتهم في السبعينيات والثمانينيات. وشعر يابانيون كثيرون بقلق عندما استبعدت واشنطن بيونغ يانغ في العام الماضي من قائمة أميركية للدول التي ترعى الإرهاب دون تسوية قضية المخطوفين، وهذا الاجتماع لفتة تأييد لحكومة رئيس الوزراء الياباني تارو أسو المترنحة. وقالت كلينتون للصحفيين أثناء توجهها إلى طوكيو "قضية المخطوفين أمر يثير قلقا عميقا، إنها مأساة إنسانية، ونريد حث الكوريين الشماليين على الاستعداد لتقديم معلومات". وأضافت "هذه القضية هي جزء من المحادثات السداسية، إنها ليست مسألة تقلق اليابان فحسب" مشيرة بذلك إلى المحادثات المتوقفة بين الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة بشأن الحد من الطموحات النووية لكوريا الشمالية. وأوضحت كلينتون التي عرضت يوم الجمعة تطبيع العلاقات مع كوريا الشمالية وإبرام اتفاقية سلام وتقديم مساعدات في مجال الطاقة ومعونات اقتصادية، أنه يتعين على كوريا الشمالية التخلي أولا عن برامجها النووية. وتختتم كلينتون جولتها بزيارة للصين، لكنها لم ترد بشكل مباشر على سؤال بشأن ما إذا كانت ستلتقي مع مدافعين عن حقوق الإنسان في بكين، وقالت "لن نتجنب تناول قضايا حقوق الإنسان ولكن لدينا جدول أعمال واسع جدا عندما يتعلق الأمر بالصين". وفي بكين قالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية إن الولاياتالمتحدة والصين ستستأنفان المحادثات العسكرية الرفيعة بعد زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد توقف نجم عن مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان. وكان من المقرر أصلا اجتماع مسؤولين دفاعيين من البلدين في نوفمبر الماضي في إطار محادثات سنوية ظلت تعقد لأكثر من عشر سنوات ولكن الصين أجلت الاجتماع بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أنها ستبيع أسلحة لتايوان. وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي إقليما منشقا تعهدت باستعادته بالقوة إذا دعت الضرورة. وقالت الصحيفة إن الاجتماع الجديد سيعقد يومي 27 و28 الشهر الجاري بين مساعد لوزير الدفاع الأميركي ونائب قائد الجيش الصيني. ونقلت عن متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية قوله إن الحوار سيكون "غير رسمي". وحولت الولاياتالمتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايوان إلى الصين في عام 1979 معترفة ب"صين واحدة" ولكنها ما زالت أكبر حليف ومزود بالأسلحة لتايوان.