اختتمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيارة رسمية للصين بتفاهمات إستراتيجية تتصل بتعزيز العلاقات الثنائية والأزمة المالية العالمية والملف النووي لكوريا الشمالية، وسط انتقادات لتغاضيها عن سجل بكين في مجال حقوق الإنسان.وأنهت كلينتون زيارتها إلى بكين -المحطة الأخيرة في جولتها الآسيوية- الأحد بحضور مراسم في إحدى الكنائس، وإجراء حوار مع ناشطين في مجال حقوق المرأة ونقاش قصير عبر الإنترنت، في حين طلب مسؤولون أميركيون من الصحفيين عدم السؤال عن أسماء الناشطين الذين قابلوا كلينتون بالسفارة الأميركية في بكين حرصا على سلامتهم.واستهدفت الأنشطة التي شاركت فيها الوزيرة الأميركية في آخر أيام جولتها الآسيوية، تسليط الضوء على ضرورة الالتزام بالحقوق المدنية والدينية بطريقة لا تثير ضيق الحكومة الصينية التي تدين ما ترى فيه تدخلا في شؤونها الداخلية.وفي هذا الإطار انتقدت مصادر إعلامية دولية ما وصفته بتغاضي كلينتون عن قضايا حقوق الإنسان أثناء زيارتها لبكين والتركيز بدلا عن ذلك على التعاون الاقتصادي بين البلدين.وذكرت هذه المصادر أن الانطباع الذي تركته كلينتون هو أن إبرام الصفقات يعتبر الأمر الأهم بالنسبة لها، وأن الوزيرة الأميركية "لم تتحدث سوى اللغة التي يريد أن يسمعها شركاؤها التجاريون". واستشهدت هذه المصادر بتصريحات الوزيرة الأميركية في الصين والتي أكدت فيها أنه في الوقت الذي ستثير فيه قضية حقوق الإنسان في الصين فإنه لا ينبغي أن تقف المخاوف الأميركية بهذا الشأن حائلا في طريق العمل المشارك في قضايا الاقتصاد العالمي وتغير المناخ والقضايا الأمنية.كانت المصادر الرسمية الصينية قد أعلنت أن كلينتون غادرت بكين عائدة إلى الولاياتالمتحدة بعدما أجرت محادثات مع كبار المسؤولين توصل خلالها الجانبان إلى تفاهم لتعزيز التنسيق لمواجهة الأزمة المالية العالمية والارتقاء بالتعاون الثنائي في مجالات الشؤون المالية وموارد الطاقة وحماية البيئة. وقالت الوزيرة الأميركية بعد لقائها الرئيس الصيني هو جينتاو السبت إنه تم الاتفاق مبدئياً على بدء حوار إستراتيجي وسياسي بين البلدين، وإن الرئيسين الصيني والأميركي سيعلنان ذلك رسمياً في القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين بلندن في أفريل المقبل. وبينما شددت كلينتون على أهمية تعميق وتنمية العلاقات الصينية الأميركية، أعرب الرئيس الصيني عن تقديره لكلينتون لإجرائها أول جولة رسمية لها منذ تنصيبها في آسيا وشملت الصين ودولا أخرى. وكانت كلينتون قد وصلت إلى العاصمة الصينية الجمعة في ختام جولة آسيوية شملت أيضا كلا من اليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية.