نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بشر ولد من أب وأم كسائر الناس، وقد يتساءل أحدنا لماذا نعظم هذا الرجل وهو بشر؟ نعم نعظم محمدا صلى الله عليه وسلم لأنه رسول الله، والذي يدعونا لأن نعظم هذا الرجل أمور عدة، منها:أولا: تعظيم العظيم سبحانه وتعالى، لأنه تعالى عظّم نبيه صلى الله عليه وسلم؛ حيث أقسم بحياته في قوله: /لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ/ /الحجر: 72/. كما أثنى عليه فقال: /وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ/ /القلم: 4/، وقال: /ورَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ/ /الشرح: 4/، فلا يُذكر بشر في الدنيا ويثنى عليه كما يُذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويثنى عليه.ثانيا: أن من شرط إيمان العبد أن يعظم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الغرض من بعثته صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: /إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ وتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأَصِيلاً/ /الفتح: 8، 9/، قال ابن القيم: وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعاً لمحبة الله وتعظيمه، كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له؛ فهي محبة لله من موجبات محبة الله، وكذلك محبة أهل العلم والإيمان ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. بل الأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن قيام المدحة والثناء عليه والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله، وسقوط ذلك سقوط الدين كله.ثالثا: ما ميزه الله تعالى به مما سبق ذكره من شرف النسب، وكرم الحسب، وصفاء النشأة، وأكمل الصفات والأخلاق والأفعال.رابعا: ما تحمّله صلى الله عليه وسلم من مشاق نشر الدعوة، وأذى المشركين بالقول والفعل حتى أتم الله به الدين وأكمل به النعمة.