ناشدت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية إعادة فتح الحدود بين البلدين حيث لا يزال المئات من مواطنيها عالقين في المجمع الصناعي، وذلك بعد يوم واحد من تهديدها بتحرك دولي ضد بيونغ يانغ إذا أصرت على المضي قدما بإجراء تجربة صاروخية. فقد أعلن المتحدث باسم وزارة شؤون التوحيد الكورية الجنوبية كيم هو نيون أن حكومة سول نقلت إلى سلطات بيونغ يانغ رسالة شفوية عبر الهاتف ناشدت فيها إعادة الوضع إلى طبيعته. وتأتي المناشدة الجنوبية بعدما أغلقت كوريا الشمالية أمس الجمعة نقاط العبور الحدودية بين الطرفين للمرة الثانية خلال أسبوع، وسط تزايد حدة التوتر بين الجانبين بسبب الصاروخ الذي تعتزم بيونغ يانغ إطلاقه في الفضاء الخارجي حاملا قمرا صناعيا خاصا بالاتصالات، وفقا للمصادر الرسمية الكورية الشمالية.ونقلت مصادر جنوبية عن مسؤولين في الحكومة قولهم إنه لم يتم تحديد السبب وراء الإجراء الشمالي الذي تم تطبيقه على الأرض أول مرة الاثنين الماضي احتجاجا على المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة، مع الإشارة إلى أن بيونغ يانغ ألغت القرار يوم الثلاثاء.يذكر أن أكثر من 760 كوريا جنوبيا يعملون في الشمال -أغلبهم في المجمع الصناعي بمدينة كايسونغ الحدودية- كان مقررا أن يعود 420 منهم إلى كوريا الجنوبية أمس الجمعة، غير أن جارتها الشمالية لم تسمح إلا لخمسة فقط بالعبور وهم أربعة أجانب وكوري جنوبي. وكانت كوريا الجنوبية قد هددت أمس الجمعة على لسان وزارة خارجيتها بتحرك دولي مضاد من مجلس الأمن. وقالت الخارجية الكورية الجنوبية في بيان رسمي إن "التحرك الكوري الشمالي يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1718 الذي يمنع إجراء مزيد من الاختبارات على صواريخ ذاتية الدفع وعابرة للقارات.وأكد البيان أن إصرار بيونغ يانغ على إجراء التجربة سيستدعي مناقشات في مجلس الأمن ردا على انتهاكها قرار العقوبات المفروضة عليها بسبب تجربة صاروخية سابقة، في إشارة إلى المرة الوحيدة التي اختبرت فيها كوريا الشمالية الصاروخ "تايبودونغ-2" عام 2006 وانفجر بعد ثوان من إطلاقه.وكانت المنظمة الدولية للملاحة البحرية ذكرت في بيان رسمي أن كوريا الشمالية أبلغتها وأبلغت هيئات أخرى بأن عملية الإطلاق ستجرى فوق اليابان خلال ساعات النهار، وأن المرحلة الأولى للصاروخ ستسقط في بحر اليابان بينما ستسقط المرحلة الثانية في المحيط الهادي. وجاء في المذكرة الكورية الشمالية أن التجربة تتضمن إطلاق صاروخ بهدف إرسال قمر صناعي للاتصالات إلى الفضاء وأن لديها الحق في القيام بذلك في إطار برنامج سلمي. بيد أن الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان ردت على الادعاءات الكورية الشمالية بأنها لا ترى فرقا بين إطلاق قمر صناعي وإجراء اختبار صاروخي، نظرا لاستخدام الصاروخ نفسه في التجربتين وهو صاروخ تايبودونغ-2 الذي يعد عابرا لللقارات وقادرا على ضرب أهداف في ولاية ألاسكا الأميركية.