قال الإمام الشافعي رحمه الله عن الحسد: الحسد إنما يكون من لؤم العنصر, وتعادي الطبائع, واختلاف التركيب, وفساد مزاج البنية, وضعف عقد العقل. الحاسد طويل الحسرات, عادم الدرجات.وقال عن الظالم لنفسه: أظلم الظالمين لنفسه: من تواضع لمن لا يكرمه, ورغب في مودة من لا ينفعه,وقبل مدح من لا يعرفه.وفي السعاية أي نقل أخبار الناس إلى غيرهم بقصد الإفساد بينهم: قبول السعاية شر من السعاية, لأن السعاية دلالة, والقبول إجازة, وليس من دلّ على شيء كمن قبل وأجاز.وقال: صحبت الصوفية عشر سنين, ما استفدت منهم إلا هذين الحرفين: الوقت سيف. وأفضل العصمة أن لا تجد.وقال عن حسن الخاتمة: من أحب أن يقضي له بالحسنى, فليحسن بالناس الظن.وفي تنزيه الأسماع نقل أحمد بن يحيى الوزير قال: خرج الشافعي يوما من سوق القناديل, متوجها إلى حجرته, فإذا رجل يسفه على رجل من أهل العلم. فالتفت إلينا الشافعي فقال: نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا, كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به, فان المستمع شريك القائل. وإن السفيه ينظر إلى أخبث شيء في وعائه, فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم, ولو ردّت كلمة السفيه, لسعد رادها, كما شقي بها قائلها.وفي التزلف والتقرب ممن لا يستحق الرفعة قال: ما رفعت من أحد فوق منزلته, إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.وقال الشافعي رحمه الله: من استغضب فلم يغضب فهو حمار, ومن استرضي فلم يرضى فهو شيطان.وقال الربيع تلميذ الإمام الشافعي: قال الشافعي: يا ربيع, اقبل مني ثلاثة: لا تخوضنّ في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فان خصمك النبي غدا. ولا تشتغل بالكلام, فاني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل. ولا تشتغل بالنجوم. وقال له أيضا: عليك بالزهد, فان الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد.ومن حكمه رحمه الله: الشبع سيثقل البدن, ويقسي القلب, ويزيل الفطنة, ويجلب النوم, ويضعف عن العبادة.ومنها أيضا: أصل العلم التثبت, وثمرته السلامة. وأصل الورع القناعة, وثمرته الراحة. وأصل الصبر الحزم, وثمرته الظفر. وأصل العمل التوفيق, وثمرته النجاح. وغاية كل أمر الصدق.