أضحت معظم الأماكن الخضراء العامة المخصصة للعائلات للاستراحة والترفيه بالعاصمة والمناطق المجاورة لها فضاءات لكافة أنواع الانحراف والفواحش بسبب ما يجري فيها وما يحصل بها لدرجة أن كثيرا من العائلات التي كانت ترتادها سابقا أحجمت عن ذلك و مبرراتها تعطي لها كل الحق في ذلك .التفاتة بسيطة على ما يجري بحدائق العاصمة تجعل الصورة تتضح كيف أصبحت حديقة الحرية وموريون و صوفيا و حديقة الحيوانات ببن عكنون وغيرها إذ أن وضعيتها صارت تندي الجبين وصار زوارها من المنحرفين والعشاق يمارسون ما يسمى بالممنوعات، وما من مار من هناك إلا و يرى كل هده الآفات، بالإضافة إلى انعدام التهيئة والصيانة بها حتى أن أشجارها التي تفتقر إلى العناية شكلت ما يشبه الغابة غير المتناسقة. في الصباح ترى بها جمعا من الشيوخ و المتقاعدين يقبلون على قراءة الصحف و يتجاذبون أطرف الحديث فيما بينهم بجانب جمع أخر من المختلين و المتشردين الدين لم يجدوا إلا الحدائق كمكان لمبيتهم، و عادة ما يطول نومهم إلى ساعات النهار المتأخرة قبل أن يستيقظوا لممارسة التسول عبر الشوارع، وعند نهاية الدوام الدراسي تفرغ الحدائق لتترك المجال واسعا لشبابنا الغاوي من أجل ممارسة الحب في صور غريبة عن عاداتنا و تقاليدنا تشوه سمعتنا و ديننا دون تدخل أعوان الأمن ولا حتى المواطنين المارين الذين يكتفون بالتعبير عن تدمرهم باللفظ دون الفعل، وفي الليل تحتل الأماكن الخضراء جماعات من المنحرفين الذين يستغلون هدوء تلك الأماكن لتعاطي المخدرات و الخمور ليفتقد بعضهم التحكم و تحدث عدة اعتداءات على المارين من المواطنين العادين أو حتى المتشردين النائمين داخل أسوار الحديقة. يحدث هذا كله في حدائق العاصمة أمام أعين السلطات المحلية التي لا تحرك ساكنا.حطاب.