الإخلاص سبيل الخلاص، وهذا بيّن في قوله تعالى: (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنذَرِينَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ المُخْلَصِينَ) (الصافات: 71- 74)، وقوله عز وجل: (وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (لقمان: 32)، وحديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فكان كل واحد منهم بعد أن يذكر عملاً صالحاً قام به يقول: اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة عنهم، وخرجوا يمشون، وحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في فتح مكة، وفيه: ..وأما عكرمة فركب البحر، فأصابتهم عاصف، فقال أصحاب السفينة: أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً ها هنا، فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني من البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره، اللهم إنّ لك علي عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه: أن آتي محمداً صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده، فلأجدنه عفواً كريماً. فجاء فأسلم. فالإخلاص لمن صدق فيه فإنه يوجب له تنفيس الكرب والنجاة من الشدائد، فيأتيه الفرج من حيث لا يدري كما قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (سورة الطلاق). وكما جاء في الحديث: (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه) فمن كان صادقا في تركه لذنب هو قادر عليه، أو ابتعاده عن شبهة يمكنه ادعاء الضرورة فيها فتح الله له أبواب الخير وجاءته الفتوح من كل مكان.