عماد محمد أمين سارعت الجزائر منذ إعلان المغرب عن اكتشاف أول حالة انفلونزا الخنازير الى ضبط حركة تنقل الأشخاص بينها و بين المغرب و إخضاع المسافرين الوافدين من المغرب إلى فحوص طبية ضرورية حتى لا تتفشى العدوى. و كانت وزارة الصحة بجميع إطاراتها قد اجتمعت مع وزير الصحة و قدمت له خطط عمل ميدانية و وقائية أخذت في الحسبان حتى إمكانية اكتشاف حالات مرضية بالجزائر.و حسب مصدر مسؤول فان الحدود مع المغرب ستعرف تشديدات أمنية مضاعفة لا سيما وان المهربين لا يبالون بانتشار الوباء و لا يحتاطون البتة بل كل جهدهم منصب على التهريب و التوغل بين البلدين جلبا للمنفعة الخاصة غير مكترثين بالظرف الاستثنائي و الخطر المحدق و أضاف لنا مصدر امني رفيع المستوى ان الحدود مع المغرب سوف تشهد إجراءات استثنائية قاهرة و تشديدات في حركة تنقل الأشخاص قد تسبب لهم بعض الإزعاج ولكنها ضرورية و لا مفر منها كما أكدت لنا مصادر أمنية ان العمل بهذه الطريقة الوقائية سيبقى ساريا إلى ان تقرر الوزارة و السلطات ان لا خطر يذكر فتخفض درجة التأهب و ترجع الحركة إلى سابق عهدها.هذا و تراقب الجزائر بحذر زائد دخول المسافرين إلى البلاد سواء أكانوا جزائريين راجعين إلى الوطن ام أجانب وافدين عليها لا سيما المسافرين القادمين من الدول ذات التفشي الكبير للمرض مثل المكسيك و الولاياتالمتحدة و كندا و غيرها من البلدان المصابة بالداء و كانت الجزائر قد استدعت في الأيام القليلة الماضية مجموعة من الخبراء الممثلين للمنظمة العالمية للصحة وكذا مختصين في علم الفيروسات من جامعة ليون الفرنسية في حين التقى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالسفير المكسيكي في الجزائر قصد التنسيق بين الدولتين للاستفادة من التجربة المكسيكية في مواجهة انفلونزا الخنازير، حيث من المنتظر أن يحّل وفد من كبرى المستشفيات المكسيكية إلى الجزائر خلال الأيام المقبلة ومما زاد من مخاوف الجزائر ما كشف عنه " فوزي درار" رئيس المخبر الوطني لمراقبة الانفلونزا أنه يخشى من انتشار داء أنفلونزا الخنازير في الجزائر في الخريف القادم، بسبب تنقل الجزائريين إلى بلدان أخرى في فصل الصيف لقضاء العطلة مما يمكن أن يجعلهم في احتكاك مع مصابين من دول أخرى و كانت قد أعلنت وزارة الصحة المغربية أن إصابة أولى بفيروس "ايه اتش 1 ان 1" المعروف ب " أنفلونزا الخنازير" رصدت يوم الخميس بالمغرب لدى فتاة وصلت إلى الدارالبيضاء قادمة من كندا .وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها أن الفتاة ذات 18 عاما، وهي طالبة بكندا، وصلت إلى الدارالبيضاء قادمة من مونريال، قبل أن تتوجه إلى مدينة فاس على متن رحلة داخلية للخطوط الملكية الجوية .وأضاف البلاغ أنه لدى وصولها إلى مطار فاس، لم تسجل البوابة الحرارية أي أعراض للحمى لدى الفتاة، غير أن وضعيتها أثارت انتباه الطبيب المسؤول عن الوحدة الصحية بالمطار، الذي نصحها، بعد إجراء فحص عادي عليها، بالاتصال به في حالة ظهور أي عارض وأشار البلاغ إلى أنه في اليوم الموالي اتصل والد الفتاة بالطبيب المسؤول بالمطار للإبلاغ عن إصابة ابنته بالحمى، مؤكدا أنه تم على الفور الشروع في اتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث تم إخطار المركز الاستشفائي الجامعي قصد التحضير لاستقبال المريضة وأضاف المصدر ذاته أنه تم إرسال إلى عين المكان سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية مجهزة بالمعدات الطبية مع تجهيزات الوقاية الشخصية، وأنه على طول الطريق بين منزل الفتاة والمستشفى، تكلف طاقم طبي يتوفر على التجهيزات اللازمة، المعدة خصيصا لهذا الغرض، بنقل الفتاة التي كانت تضع قناعا واقيا.وأكد البلاغ أن الفحص الطبي، الذي خضعت له الفتاة، كشف عن وجود حمى بلغت 8ر38 درجة حرارة مئوية والتهابا على مستوى الحنجرة، مضيفا أن الطاقم الطبي شرع في أخذ العينات الضرورية وإرسالها إلى المعهد الوطني للصحة، حيث أظهرت النتائج وجود فيروس "ايه اتش 1 إن 1" لدى هذه الفتاة التي يظل وضعها الصحي، وفق البلاغ، مستقرا في الوقت الراهن وعلى الفور، يضيف المصدر نفسه، تم الشروع في التكفل الطبي بالمريضة وبأسرتها، كما تم الشروع في تتبع المسافرين الذين كانوا على متن الرحلتين مونريال-الدارالبيضاءوالدارالبيضاء-فاس، والذين كان لهم اتصال مع الفتاة، وذلك قصد التكفل بكل حالة محتملة تبدو عليها أعراض الإصابة بهذا الفيروس.وفي سياق متصل رفعت منظمة الصحة العالمية درجة الاستعداد لمواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير، إلى الدرجة السادسة، وهي أعلى درجات الإنذار من المرض، قائلة إن الفيروس المسبب له انتشر في عدد كبير من الدول، مما يجعله أول وباء يجتاح العالم من نحو 40 عاماً وقالت المديرة العامة للمنظمة " مارغريت تشان" في تصريحات للصحفيين، في أعقاب اجتماع للجنة الخبراء بمقر المنظمة في جنيف بسويسرا: "هذا يوم مهم مليء بالتحديات بالنسبة لنا جميعاً.. إننا نتجه بصدد الأيام الأولى لأول حالة تفشي لوباء الأنفلونزا خلال القرن الحادي والعشرين جاء إعلان المنظمة بزيادة درجة الإنذار إلى المستوى السادس، بعد ارتفاع عدد المصابين بالمرض إلى 28 ألف و774 حالة مؤكدة، في نحو 74 دولة، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية الخميس، كما تسبب في 144 حالة وفاة، تركزت غالبيتها في الأمريكتين والكاريبي ويوجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها 13 ألف و217 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس المسبب للمرض، بالإضافة إلى 27 حالة وفاة، وفقاً لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض ومن المتوقع أن تبلغ هذه التقديرات مستويات أعلى، مع إعلان التقييم الجديد لهذا الأسبوع