مثلت اشكالية تكوين الشباب في الموسيقى العربية و الأندلسية المتنوعة و ايصالها الى الأجيال الصاعدة بعض محاور التفكير خلال الملتقى الدولي حول "افاق و تجديد النوبات المغاربية" التي اختتمت بمدنية تيبازة. في هذا الصدد صرح منظمو هذا الملتقى الاعضاء في جمعية القيصرية لمدينة شرشال أن هذا اللقاء "كان متواضعا في أهدافه اذ أنه لم يصدر توصيات بل ركزعلى التفكير فيما هو موجود و التكفل بتدوينه و تعليمه". و قد أبدى الباحث و مدير الصنفونية الوطنية للجزائر العاصمة رشيد فرباس اقتناعه أنه اذا كان هناك عمل يجب القيام به فانه يتعين توجيهه نحو الحركة الجمعوية التي تستحق ذلك بما أنها تعتني بتراث الأجداد بل أيضا نحو التكوين الذي يتعين تطويره من طرف المحترفين. كما أردف يقول أنه حان الوقت للشروع في بحوث على المستوى المغاربي حول الموسيقى الأندلسية من طرف أولئك الذين يعرفونها من الداخل ليس فقط من أجل دحض الكتابات الخاطئة للمستشرقين بل أيضا من أجل اعطاء نظرة أخرى لواقع هذه الموسيقى سيما و أنها لازالت حية. كما ذكر الباحث الجزائري ضمن هؤلاء الباحثين المستشرقين لويس ماسينيون الذي تطرق الى هذا الموضوع و الذي يستحق اعادة نشره قريبا بعد ان بقي لسنوات في طي النسيان. في هذا الصدد اتفق المشاركون على القيام بعمل أساسي على مستوى المصطلحات مؤكدين أن تسمية مدرسة المالوف و الصنعة و الغرناطية و غيرها لا معنى لها. و لمواجهة هذه العراقيل التي تحول دون تعليم الموسيقى على مستوى خمس جمعيات بمدينة تيبازة فقط لم يتردد منشطوها في الانتقال من طبع أو مدرسة الى أخرى و هذا أمر جيد. غير أن هذا المتحدث ندد بنقص الاتصال و غياب الاستماع بين الاشخاص و الذين من المفروض أن تكون لهما الأولوية قبل ان يعبر عن استيائه من موقف السلطات العمومية و وسائل الاعلام حيال هذا التراث. كما ندد المشاركون باحتكار "الأساتذة" للتوراث الموسيقى العربية و الأندلسية اذ تأسفوا كون هؤلاء الاساتذة يرفضون ايصال هذا التراث الوطني الى الأجيال القادمة. كما أن ملتقى تيبازة الذي كان ناجحا حسب المشاركين الجزائريين و التونسيين والمغربيين و السوريين و المصريين و الايرانيين كان أيضا فرصة للتطرق الى دور الالة في الموسيقى الأندلسية و المسائل المرتبطة بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة التي تمس مباشرة حياة الفنانين و الموسيقيين الشباب.