دعا المشاركون في لقاء حول مساهمة المطرب الجزائري الراحل عبد الكريم دالي في الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية بالجزائر العاصمة إلى ضرورة تنظيم ملتقى علمي حول شخصية الفنان. و خلال اللقاء الذي نظمته مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية أكد أستاذ الموسيقى بجامعة الجزائر نور الدين سعودي أن مساهمة الشيخ دالي كانت "كبيرة" في تدعيم الموسيقى الجزائرية لشخصيته الفذة. وأضاف انه يستحق أن يخصص لمسيرته الفنية ملتقى علمي يتطرق إلى جميع جوانب حياته و إلى بصمته الخاصة التي تركها على الموسيقى التراثية. و تطرق الأستاذ سعودي في محاضرته إلى التسميات التي كانت تطلق على الطابع الموسيقي الأندلسي في الزمن الماضي بحيث أكد أن تسمية الموسيقى العربية الأندلسية التي تطلق على هذا الطابع تسمية دخيلة لان القدامى و أصحاب المهنة كانوا يسمونها "النوبة". و من ناحيته أكد المختص في علم الموسيقى نذير معروف الذي ألقى محاضرة بعنوان الهجرة في الغناء و الغناء في الهجرة أن الموسيقى الجزائرية القديمة ليست عربية أندلسية فقط و إنما خليط من الفارسية و البربرية أيضا. و أضاف المحاضر أنه يميل إلى تسمية هذا النوع الموسيقي ب"الصنعة" أو "الشغل" كما كان يسميه أهل الحرفة لأنهم هم من كانوا يعطونه روحا خاصة به مستمدة من شخصية الشيوخ الذين كانوا يضفون عليه بصماتهم الخاصة. و أشار في هذا السياق إلى أن الشيخ عبد الكريم دالي الذي قدم إلى العاصمة من منطقة تلمسان خلق نوعا خاصا به لا يمكن نسبه لا إلى تلمسان و لا إلى العاصمة متطرقا في نفس الوقت إلى الصعوبة التي لقيها فقيد الأغنية التراثية في الاندماج في الوسط المهني بالعاصمة بحيث --كما قال-- لم يلقى ترحابا من قبل المهنيين لكنه وجد حبا كبيرا من قبل الجمهور الذي أحبه و شجعه. و قال معروف أن حب الراحل عبد الكريم دالي للتجديد و تفكيره غير المحدود كانا سببين في إبداعه. و بالإضافة لهذا اللقاء نظمت المؤسسة التي أنشأتها حفيدة الفنان الراحل وهيبة دالي في سنة 2008 حفلا فنيا في الموسيقى الأندلسية نشطته جمعية الفنون الجميلة. و للإشارة فان الراحل عبد الكريم دالي ولد في 21 نوفمبر 1914 بتلمسان بحي حرث الرمي و تتلمذ على يد الشيخ عبد السلام بن صاري. و في عام 1930 سجل اسطوانتين و اتبعهما بأغاني أخرى حتى عام 1950 بالإضافة إلى قصائد شعرية. و استقر دالي مع عائلته الصغيرة في 1945 بالعاصمة و في عام 1971 استدعاه المعهد الوطني للموسيقى في إطار مشروع البحث في التراث الغنائي الوطني و بقي وفيا لهذه المؤسسة حتى آخر أيامه بصفته باحثا في هذا الميدان. و توفي في 1978.