عبادة المرء في بيته, لها أثرٌ عظيم في تحقيق الإخلاص في نفسه, وتجنب الرياء, وقد يجد المرء نشاطاً حينما يصلي مع الناس, ليس ذلك باباً من أبواب الرياء, بل هو من باب التعاون على البر والتقوى. لكن أيضاً العبادة في السر تلاوةً وصلاةً, وذكراً لله عز وجل وتفكراً, لها أثرٌ آخر, وأمرٌ آخر. وهما كالجناحين للطائر لا ينوب أحدهما عن صاحبه, و لا يقوم أحدهما مقام الآخر, إنَّك أبداً لا يمكن أن تستقيم حياتك, ولا أن يصلح قلبك حين تعبد الله عز وجل في المسجد وحده, أن تعبد الله مع إخوانك. لأن العبادة في البيت لها أثر عظيم في إصلاح القلب, وإصلاح النفس, وفي فتح جوانب من العبودية, والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى. لا يمكن أن تنفتح للعبد وهو مع الناس, وفي مَشَاهد الناس, ولها أثر في تأصيل الإخلاص في قلبك وتنقيته من شوائب الرياء, وإرادة ما سوى الله عز وجل.