وصل أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أمس إلى غزة في أول زيارة له للقطاع حيث يلتقي رئيس حكومة حماس في غزة، إسماعيل هنية، وممثلين عن فصائل فلسطينية وشخصيات تمثل المجتمع المدني. وفور وصوله إلى القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، دعا موسى إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة "فورا" ورفعه تطبيقا لقرارات الجامعة العربية كريم-ح / وكالات وقال موسى وبجانبه وزير الصحة في حكومة حماس د. باسم نعيم والذي كان في استقباله "أعترف أنني متشوق لأن أسير على أرض فلسطين وأن ألتقي بأهلها وعبها وأرى هذا الصمود أمام الحصار الذي نقف جميعا في مواجهته والذي يجب أن يرفع ويكسر فورا". وأشار إلى أن قرارات الجامعة العربية بوجوب كسر الحصار ورفعه واضحة وأضاف " العالم كله الآن يقف مع أهل غزة ضد هذا الحصار الحائر وقد حضرت هنا لأحيي أهل غزة ولأشاهد بنفسي ما جرى وما حدث وأقابل الكل هنا الذين يقفون وقفة واحدة في وجه أي تدخلات خارجية تعمل على تفريقهم". ومضى موسى قائلا "وقفة الجميع هنا من فصائل تدل على أن الجميع هنا يريد التوحد والمصالحة ونريد لشعبنا الفلسطيني الخلاص من الاحتلال وان يقيم دولته على أرضه، وهذا التزام منا ومن الجامعة العربية لا تراجع عنه". من جهته قال باسم نعيم "نتوقع بعد هذه الزيارة أن لا تخرج قرارات بل خطوات جادة وعملية لكسر حصار غزة مرة واحدة وإلى الأبد،، وأن تكون هذه الزيارة خطوة هامة على طريق المصالحة وإنهاء الانقسام" وأكد موسى أن ملف المصالحة الفلسطينية، هو ملف أساسي في زيارته قائلا: "ملف المصالحة مسألة رئيسية وأساسية والمصالحة إرادة وليست توقيع وهي سياسة وموقف يترجم باتفاق على مختلف الأمور والتاريخ لا يقف عند كلمة هنا أو تفصيل هناك بل يقف أمام الإرادة". وكان في استقبال موسى الذي دخل قطاع غزة بسيارات مصرية وبرفقة الأمن المصري وزراء من حكومة حماس المقالة منهم وزير الصحة باسم نعيم ووكيل وزارة الخارجية احمد يوسف ونواب من بينهم النائب المستقل جمال الخضري وقادة من حركة حماس منهم د. عطا الله أبو السبح وزير الثقافة السابق وقادة من الفصائل بينهم القيادي في فتح د. زكريا الأغا وعدد من الشخصيات المستقلة أبرزهم ياسر الوادية وممثلي المجتمع المدني. وبدأ موسى زيارته للقطاع بلقاء عائلتي السموني والداية، في حين منع الصحفيون من مرافقته في جولاته التي سيلتقي خلالها هنية ونوابا عن المجلس التشريعي، قبل أن ينتقل إلى أحد الفنادق في غزة ليلتقي فيها وفدا يشكل كل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ويتخلل الزيارة مؤتمران صحفيان قبل أن ينهي زيارته، في زيارة تأتي في إطار المساعي العربية لفك الحصار. وأفاد موقع ال "بي بي سي" أن برنامج زيارة موسى إلى غزة حافل باللقاءات والزيارات الميدانية، ويشمل لقاء مع ذوي الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر 2008 وأوائل 2009، وزيارة تفقدية إلى موقع مدرسة الفاخورة ومقر الأونروا التابعين للأمم المتحدة، اللذين قُصفا خلال تلك الهجمات. وأضاف أن موسى سوف يلتقي أيضا هنية في منزله، ومن ثم يعقد مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن هدف وظروف زيارته إلى غزة، قبل أن يلتقي بممثلي الفصائل الفلسطينية وفعاليات المجتمع المدني في أحد فنادق المدينة. وقال أن موسى سيتطرَّق خلال محادثاته مع المسؤولين الفلسطينيين إلى موضوع المصالحة بين حركتي فتح وحماس وسُبل تنفيذ ما اتُّفق عليه في مجلس الجامعة العربية في هذا السياق، قبل أن يعود إلى مصر. وكان موسى قد اعتبر في تصريحات صحفية أدلى بها الثلاثاء الماضي أن الوضع في غزة أصبح غير مقبول وغير معقول، والحصار من البداية مرفوض. وقال: "أعتقد أن الوقت قد حان لموقف عربي إسلامي ودولي ضد هذه الحصار وآثاره، وكذلك ضد المستوطنات في الضفة الغربية، والأعمال التي تمس بوضع القدس العربية". وشدد على أن الجامعة العربية جادَّة في كسر الحصار عن قطاع غزة، موضحًا أن زيارته إلى قطاع غزة "تأتي في هذا السياق". وقال موسى أن من أهم القضايا التي ستتم مناقشتها خلال زيارته إلى غزة ملف كسر الحصار عن القطاع، والبحث عن الآليات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى ملف المصالحة وسبل الخروج من أزمة الانقسام الفلسطيني، لا سيما في هذا التوقيت الذي تمر به القضية الفلسطينية بمنعطف خطير. هذا وكانت الجامعة العربية قد أعلنت الاثنين الماضي أن زيارة موسى إلى القطاع تهدف إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار، ومناقشة قضية المصالحة الفلسطينية. وقال هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية، إن الزيارة تأتي تطبيقا لقرار وزراء الخارجية العرب أوائل الشهر الحالي بشأن كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ صيف عام 2007. وأضاف قائلا أن قضية المصالحة الفلسطينية ستكون على رأس القضايا التي سيبحثها الأمين العام للجامعة مع القيادات الفلسطينية في غزة في ضوء الجهود التي تبذلها مصر في هذا الشأن.