ذكرت صحيفة ذي غارديان أن الولاياتالمتحدة بدأت تتساءل عن مدى جدوى دعمها الثابت لإسرائيل، وأشارت إلى أن ثمة إجماعا في داخل أروقة الحكومة الأميركية على أن الحكومة الإسرائيلية تسيء استخدام الدعم الأميركي بانتهاجها سياسات تعرض حياة الأميركيين للخطر. وقالت الصحيفة بقلم مراسلها في واشنطن كريس ماكغريل أن ثمة أسئلة نادرا ما كانت تطرح في واشنطن، فعلى مدى سنوات ظل الشعار بأن التحالف الأميركي الحميم مع إسرائيل مفيد لكل منهما بعيدا عن طرحه للنقاش من قبل السياسيين الذين لا يدركون الثمن الذي سيدفعونه إذا ما قبلوا بغير الدعم الثابت. ولكن مع زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لرأب الصدع بين البلدين يوم الخميس الماضي، يحوم في كواليس واشنطن سؤال نادرا ما طفا على السطح حتى وقت قريب، وهو هل أن إسرائيل أو -على الأقل- حكومتها الراهنة تعرض أمن الولاياتالمتحدة وجنودها للخطر؟ وتمضي ذي غارديان بالقول أن نتنياهو يود أن يبقى في نظر الأميركيين الحليف الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مواجهة "الإرهاب الإسلامي"، غير أن إصراره على المضي في بناء المستوطنات في القدسالشرقية –وهو ما أحدث صدعا بين واشنطن وتل أبيب- ما هو إلا دليل على عدم الجدية في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. وهذا –تقول الصحيفة- يثير مشاعر العداء تجاه الولاياتالمتحدة في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط وخارجه، لأنه ينظر إلى أميركا على أنها الدرع الحامي لإسرائيل. واستعرضت الصحيفة بعض تصريحات الأميركيين التي صدرت في الأشهر الأخيرة والتي تنم عن التململ الأميركي تجاه إسرائيل. فقد صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو "مصلحة أمنية وطنية حيوية للولايات المتحدة الأميركية". وكان نائبه جوزيف بايدن قد أبلغ نتنياهو في لقاء خاص بأن السياسات الإسرائيلية تعرض الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان للخطر. وحتى القادة العسكريون الكبار -منهم الجنرال ديفد بترايوس الذي قاد الحربين (على العراق وأفغانستان)- أشاروا إلى أن استمرار إسرائيل في احتلالها الأراضي الفلسطينية يشكل عائقا أمام حل النزاعات الأخرى. ولفتت ذي غارديان إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على أسطول الحرية الذي كان متوجها لكسر الحصار على قطاع غزة، عرض للخطر العلاقات مع تركيا، الحليف الإستراتيجي لأميركا. وأشارت الصحيفة إلى مقال لمسؤول سابق في تقييم الاستخبارات أنطوني كوردسمان يقول فيه إن ثمة تحولا في التفكير داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية وربما الدفاع بشأن تأثير الدعم الأميركي المطلق لسياسات إسرائيل، حتى تلك التي تقوض احتمالات السلام مع الفلسطينيين. وقال أن أميركا لن تتخلى عن دعمها لإسرائيل من منطلق التزام أخلاقي لضمان بقاء "الدولة اليهودية"، ولكن في نفس الوقت فإن عمق الالتزام الأخلاقي الأميركي لا يبرر أفعال الحكومة الإسرائيلية. ولخص كوردسمان للصحيفة تلك الأفعال بقضية غزة والبناء في القدس وعدم الاستعداد للتصرف بما يخدم المصالح الإسرائيلية والأميركية على حد سواء من حيث المضي في عملية السلام. ونسبت ذي غارديان إلى ديفد إكسلرود كبير المستشارين السياسيين لأوباما قوله إن الخطط الاستيطانية تقوض جهود استئناف مفاوضات السلام، وقال "إن مصلحتنا الأمنية تقتضي المضي قدما نحو حل هذه القضية الصعبة".