ولما كانت الرقية من الدعاء فلأنْ يرقي المسلم نفسه بنفسه خير من أن يذهب إلى غيره إلا أن يكون الذي يذهب إليه غاية في الصلاح والتقوى، ولقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته تعاويذ ونشرها بين الناس ولم يجعلها في طائفة منهم، كل ذلك من أجل أن يعمل بها من هو في حاجة إليها، والله عز وجل يقول: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر: 60)، فلا ينبغي للمسلم أن يتقاعس عن رقية نفسه أو ولده بحجة أنه مذنب ومقصر ويخاف ألا يُستجاب دعاؤه، فكلنا من آدم، وبنو آدم كلهم يخطئون، والعصمة للأنبياء والمرسلين، ولكن ينبغي للمسلم أن يُحسن الظن بربه، ففي الحديث القدسي يقول الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي) وفي رقية المرء نفسه فوائد، منها أنه أقرب إلى إجابة الدعاء، فلن يجتهد أحد في الدعاء ويتحمّس للإجابة كما يجتهد المصاب ومن هو في حاجة للرقية، وقد أحسد أحد العلماء لما جاءه رجل وقال له: ادع الله لي فإني مكروب ومضطر، فقال له: ادع الله أنت فإنك أهل للإجابة، ألم تسمع قول الله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل: 62). وكيفية الرقية أن تقرأ الفاتحة وتنفث على الموضع الذي يألم من جسدك، أو على مريضك الذي تريد رقيته، وهكذا تقرأ سورة (الفلق) ثم سورة (الناس) أو غيرها من السور والآيات التي يرقى بها، وكذلك الأدعية المشروعة.