تعج ولاية بومرداس بالمواقع و الآثار التاريخية الهامة و التي تمثل مختلف الحضارات و الحقب التاريخية بالمنطقة، وكان قد تم اكتشافها خلال السنتين الأخيرتين من قبل مواطنين عن طريق الصدفة، وعبر العديد من بلديات الولاية مثل زموري، لقاطة، الناصرية، و سوق الحد، وبقيت على حالها إلى حد اليوم. و رغم أنها بأمس الحاجة إلى الاستغلال والتثمين، إلا أن عملية الشروع في دراستها من كل جوانبها و القيام بالحفريات لاكتشاف كل محتوياتها لا تزال تراوح مكانها منذ عملية الاكتشاف. وبهذا الشأن أشار مدير الثقافة بولاية بومرداس إلى أنه قد تم برمجة إنجاز عمليات متعددة في المخطط الخماسي القادم، تتمثل أهمها في البحث و الترميم الأثري و إنجاز متحف مركزي للتاريخ و الآثار بمقر الولاية لحفظ و تثمين و عرض مختلف هذه الاكتشافات تدعيما للطابع السياحي للولاية. وتتمثل أهم هذه الاكتشافات والتي أشار إليها مصدر من مديرية الثقافة، في الموقع الأثري الهام بمنطقة زموري البحري الذي ذكر بشأنه أن باطنه يعج بالبقايا الأثرية التي تعود إلى مختلف الحقب التاريخية، وقد تم تسييج الموقع لحمايته من النهب و السرقة و تسجيله في قائمة الجرد الإضافي للولاية. و يعود تاريخ اكتشاف آخر المواقع و الآثار التاريخية التي لا تزال تنتظر إنجاز متحف لحفظها و وضعها في متناول الجمهور إلى نهاية سنة 2009 حيث عثرت جمعية السواقي بضواحي لقاطة على موقع أثري مهم. و بنفس البلدية عثر مواطن أخر على أجزاء لتمثال و صفيحة معدنية و بقايا فخارية و عظام آدمية تعود لحضارات قديمة. كما عثر بمنطقة الإبراهيمية ببلدية لقاطة قبل ذلك، على 703 قطع نقدية فضية نادرة، بداخل قلة فخارية تعود للحكم الفاطمي من طرف أحد المواطنين عند قيامه بحفريات لإعادة تهيئة منزله. و أثبتت التحريات الأثرية بأن تاريخ 21 قطعة من هذه النقود منقوشة بحروف عربية و عبارات إسلامية يعود تاريخها إلى فترة الحكم الفاطمي، أما باقي القطع فقد تعذر قراءتها و نقلت إلى المتحف الوطني للآثار القديمة و الفنون الإسلامية. وفي نفس الفترة اكتشف أحد المواطنين أثناء قيامه بحفريات للبناء بقرية ورياشة ببلدية الناصرية على قلة تحتوي عما يزيد عن 900 قطعة نقدية فضية تعود إلى الفترة الزيرية منقوش عليها لفظ بولوكين عبد الرحمن. و بضواحي بلدية سوق الحد عثر مواطن آخر على تحفة أثرية أخرى، تتمثل في حجر مصقول يعود إلى فترة قديمة ونقش على واجهته الأمامية مشهد للحدادة. وعند القيام بالتحريات الأثرية بنفس المكان من طرف لجنة متخصصة شوهدت حسب نفس المصدر آثار لأسوار قديمة و حجارة مهيأة، معظم أجزائها مغمورة تحت التراب.