تسلمت مفوضية الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان من الأممالمتحدة بطاقات للشروع في تسجيل الناخبين للاستفتاء المقرر يوم 9 جانفي المقبل. وقد اعتبر المبعوث الأميركي الخاص للسودان أن هذه الخطوة تقرب إجراء الاستفتاء، في حين جدد رئيس مفوضية الاستفتاء وصف العملية بالمعقدة والصعبة. وتشمل المواد التي سلمت في احتفال أقيم بالعاصمة السودانية الخرطوم دفاتر وصناديق اقتراع وكتيبات لتسجيل الناخبين يضم كل كتيب منها 200 استمارة تسجيل طبعت في جنوب أفريقيا بخصائص تأمينية يصعب تزويرها. وفي كلمته أمام الاحتفال أشار المبعوث الأميركي للسودان سكوت غريشن إلى أن هذه الخطوة تجعل إجراء الاستفتاء في موعده المقرر أكثر قربا، موضحا أنه لا توجد أي مقترحات من جانب الإدارة الأميركية لتأجيل الاستفتاء. واعتبر رئيس مفوضية الاستفتاء محمد إبراهيم خليل أن استلام هذه المواد -وإن كان رمزيا- يشكل خطوة مهمة لأنه بدونها لن تكون هناك عملية استفتاء، مشيرا إلى أن المفوضية في سباق مع الزمن. وكان خليل قد اعتبر أن إجراء الاستفتاء في موعده سيكون معجزة، وشكا من أن تأخر التمويل الموعود يعرقل توظيف وتدريب 10800 موظف مطلوبين لإجراء تسجيل الناخبين الذي يبدأ يوم 15 نوفمبر المقبل. وفي السياق دعا مركز كارتر -الذي يتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا له وهو أول جهة مراقبة للانتخابات تبدأ عملها- في بيان المانحين إلى توفير الأموال بسرعة حتى تتمكن المفوضية التي تدير الاستفتاء من إجرائه في الوقت المقرر. وفي موضوع متصل قال مركز كارتر إن على قادة السودان توضيح أنهم سيحمون حقوق الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب مهما كانت نتيجة الاستفتاء على مصير جنوب السودان. ودعا المركز الجانبين إلى التوقف عن إصدار ما وصفها بالبيانات المثيرة التي نشرت الخوف من أن يصبح الملايين بلا وطن إذا صوت الجنوبيون لصالح الانفصال. وكان وزير الإعلام السوداني قد حذر في وقت سابق هذا الشهر من أن الجنوبيين قد يفقدون حقوقهم الوطنية إذا انفصل الجنوب، مما أثار المخاوف والبلبلة بين الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال، حيث اعتبر مركز كارتر أن مثل هذه التصريحات قد تضر بالاستفتاء نفسه.