أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن حكومته راغبة في الوحدة الطوعية بين الشمال والجنوب مع التزامها بقرار أهل الجنوب حيال الوحدة أو الانفصال في الاستفتاء المرتقب إذا جرى بشفافية ونزاهة. وشدد البشير في خطاب أمام مؤتمر للأمن الغذائي على قدرة حكومته على تجاوز المرحلة الأخيرة من عمر اتفاقية السلام المتعلقة بعملية الاستفتاء بأمان. يأتي ذلك في وقت استبعد رئيس مفوضية تقرير المصير في جنوب السودان محمد إبراهيم خليل إجراء الاستفتاء في موعده المحدد في التاسع من جانفي القادم، وقال إن إجراءه في هذا الموعد يحتاج إلى معجزة. وأكد خليل في مؤتمر صحفي بالخرطوم أنها ستكون معجزة لأن الوقت الباقي من الآن حتى موعد الاستفتاء ضيق للغاية مشيرا إلى أن العملية تواجه عدة صعوبات، ويمكن أن يبدأ الاستفتاء بالموعد المحدد ولكن ليس هناك هامش مناورة ليوم واحد. وتابع "إذا ما طرأت مشكلة غير متوقعة فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مشكلة في توقيت إجراء الاستفتاء". وكان من المقرر أن يبدأ تسجيل الناخبين على اللوائح الانتخابية يوم 14 نوفمبر المقبل، إلا أن هذا الإجراء سيتأخر يوما واحدا عن موعده بعد أن تلقت لجنة الانتخابات الأوراق التي سيتم تسجيل الناخبين عليها والتي طبعت في جنوب أفريقيا بتأخير يوم عن الموعد المحدد أي يوم 24 أكتوبر بدلا من 23 منه، وفق خليل. غير أنه أكد أن هذا التأخير لن يؤدي إلى تغيير في موعد الاستفتاء وسيتم إعلان اللائحة النهائية للناخبين في الرابع من جانفي القادم، أي قبل خمسة أيام من الاقتراع. وقال خليل إن مفوضية الاستفتاء تلقت أموالا من الحكومة المركزية في الخرطوم ومن حكومة الجنوب التي تتمتع بوضع أشبه بالحكم الذاتي، إلا أنه لم يصلها أي شيء من المانحين الدوليين. يُشار إلى أن الجنوبيين سيختارون في استفتاء تقرير مصير الجنوب الانفصال أو البقاء ضمن السودان الموحد. ويُعد هذا الاستفتاء حجر الأساس في اتفاق السلام الشامل الذي أنهى عام 2005 حربا أهلية استمرت أكثر من عقدين. وفي سياق متصل قال متحدث عسكري سوداني إن فريقا مشتركا من شمال السودان وجنوبه سيبحث المزاعم بأن جنودا من الجانبين يحتشدون على الحدود المتنازع عليها. وقال المتحدث باسم مجلس الدفاع المشترك للشمال والجنوب الفريق أيوين ألير إن فريقا من ستة أفراد أمامه عشرة أيام اعتبارا من غدا لاستكمال عمله بعدها يسلم تقريره لجيشي الشمال والجنوب. وتبادل الجيشان الاتهامات بحشد القوات في المنطقة الحدودية التي يوجد بها معظم احتياطيات السودان من النفط. وانتقد جيش الحركة الشعبية، وهو جيش الجنوب، بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لعدم إجرائها تحقيقا في المزاعم رغم إبلاغها رسميا بالانتهاكات عدة مرات.