في كثير من الأحيان قد تطرأ على الحياة الزوجية تقلبات ومواقف من الممكن جد أن تؤدي إلى طريق الإنحراف وبالتالي الخيانة الزوجية لأحد الزوجين، وقد يحدث وأن يقع فيها الإثنان معا، إلا أن اللغز الذي يحير الجميع ويثار حوله السؤال: هو لماذا يقوم الزوج بخيانة زوجته أو العكس، وما هي الأسباب الرئيسية في ذلك؟ فالخيانة الزوجية هي تلك العاصفة التي تهدم سقف كل بيت وتدمر أسس العلاقة وتعد من أكبر الإنحرافات التي تعرض الأسر أو المجتمع للإنحطاط والفساد· ظاهرة الخيانة الزوجية تناثرت في حروفها وتغلغلت في أوساط الأسر وانتشرت كثيرا مع السنوات الأخيرة· في حوار جمعنا مع طالب حاصل على شهادة الليسانس، علم الإجتماع، تخصص جريمة وإنحراف، تحت عنوان مذكرة "الخيانة الزوجية من كلا الطرفين"، أجابنا بأن مذكرته كان موضوعها صعب وحساس جدا، كما أنه إعترضته حواجز كثيرة من بينها صعوبة إنتقاء العينة، والمشكل يكمن ليس في عدم وجود العينة، ولكن في تكتمها، لكن بمحاولات عدة إستطاع الطالب كسر الحواجز والطابوهات ودخول عدة مقاهي وملاهي بحثا عن العينة المطلوبة، وبعد محاولات توصل إلى نتائج يصعب تصديقها في وجود أناس يعيشون في الحي الذي يعيش فيه، وعن خفايا يتغطى أصحابها بثياب الدين ويبتسمون بصفات نزيهة في أوساط المجتمع، كما أن البعض منهم يلقب بالحاج فلان، لعلو شأنه، وكانت صدمة الطالب والباحث أكبر حين تقرب منه وفوجئ بحديثه وهو يوجه له أسئلة عن الأسباب التي جعلته يخون زوجته، فذكر أن زوجته إمرأة طيبة، لكنها أهملته منذ أن أنجب الطفل الأول وهذا إ ن دل على شيء فإنما يدل ويعكس مدى حاجة الرجل لفهم المرأة واستيعاب أن إنجاب وتربية الأطفال جزء من السعادة الزوجية، كما أنه قال أنه عند دخوله المنزل كل مساء متعبا، جائعا، ورؤية الزوجة غير مبالية به ولا حتى بمظهرها يولد بداخله نوع من الكراهية والإنزعاج والروتين بعد أن شبعت عيناه مما رآه في الشارع حتى أنها في بعض الأحيان إذا قال لها آتيني بالأكل، تقول له بعبارات تصده عن ذلك "راه في الكوزينة·· سخن برك"، ليلتقي الطالب بعد ذلك بإمرأة علم من أحد الحاضرين هناك أنها متزوجة، فسألها: لماذا أنت هنا؟ فردت: "هو يخونني وأنا كذلك، شح فيه"، ولا تعلم أنها بذلك تحطم البيت الأسري بهذا الإنتقام· عينة أخرى، هو رجل كان يحتسي كأسا وخوفا من إزعاجه بعث الرجل الجار ليسأله: لماذا هو هنا؟ احتجب عن الإجابة، لكن عندما أعطاه الأمان، أخبره بأن الزوجة والأولاد والمصروف وكلمات أخرى كان يرددها "جيب، جيب، خليني نزهى وننسى"، عرف من ملامحه أن المشاكل الإقتصادية هي التي جعلته يخون زوجته ويهرب من الواقع الذي سيلاحقه للأبد· وحديثنا مع الطالب، تذكرت قصة كانت قد جرت بإحدى المدن الداخلية، خيانة الزوجة لزوجها بالرغم من أنها أم لخمسة أطفال، لكن إكتشف أمرها وتم تطليقها واسناد حضانة الأطفال لأبيهم، وذلك بعد أن رآها جار لهم تركب سيارة كانت بإنتظارها على بعد 200م من دارها·